رئيس التحرير
عصام كامل

ريان وقد أيقظ روح العروبة!

كثيرون من غير أبناء العروبة تضامنوا مع ريان رحمه الله.. لكن من المستحيل أن تصل المشاعر إلى مشاعر العرب التي نظرت إلى ريان بملامحه العربية وجسده النحيل كأنه ابنها.. تراه في ريفها وقراها وشوارعها.. يلعب مع الأطفال ويساعد عائلته ويشاهد مباريات كرة القدم.. هذه الروح التي تتكامل -وامتزجت خصوصا مع المصريين- مع ما جري من حالة دعم لمنتخبنا القومي غير مسبوقة.. كانت الجماعات المتطرفة تتصدر المشاهد الاعلامية فيعتقد الناس أن هذا هو رأي الشعوب الشقيقة.. فيغضبون ويلعنون العروبة وهو ما لا يحدث من أبناء أي قومية أخرى في العالم! 

 

هدف واحد

 

وكان ذلك يسعد أعداء العرب جدا.. أما اليوم فإننا نرى الجزائر الشقيقة تقف على قدم وساق شعبيا وبرامجيا لدعم مصر وهكذا الحال في تونس وهكذا في السعودية والكويت والبحرين وفلسطين وكذلك عمان واليمن ولبنان وسوريا والعراق والأردن والسودان فهذا ما كنا  نتوقعه وننتظره ونتحدث عنه وننصح الناس ألا يستجيبوا لقوى الشر التي تؤدي خدمات جليلة لأعداء مصر والعرب بحيث لا نتحد على موقف ولا مشروع ولا هدف ولا كلمة!!

عندنا في بلادنا العربية آلاف من حالة ريان.. يعانون الفقر والمرض.. لكن انتهز العرب قضية ريان ليرتاحوا بتوحيد مشاعرهم.. وحدهم هذا الجسد الضعيف النحيل الذي ساقه القدر للبئر السحيق.. ليفجروا من خلال قضيته مشاعر مكبوته تقول: كلنا واحد، شعب واحد، يختلف الحكام لكن تتوحد الشعوب لتنتظر ذلك اليوم للقادم للمارد العربي وإن أي معاناة أو مشاكل سببها غياب الروح القومية الحقيقية وليس بسبب وجودها ! 

 

 

الآن.. ولتهدأ روح ريان، علينا أن ننقذ كل ريان.. كل طفل في سوريا واليمن وليبيا فقد أهله وفقد بيته.. وكل طفل في الصومال واليمن لا يجد غذاءا كافيا.. وكل طفل عربي فقد حقه في التعليم. فلتكن بداية لصحوة كبري يكون فيها التضامن العربي في النضج المستحق.. لا نصدق ألاعيب اللجان الالكترونية التي تنتحل أسماء عربية لتفتن بين الشعوب.. أن نعاقب جماعيا من يصدر الروح السلبية.. أن نبتدع في دعم ضعفاء أمتنا كما استثمرنا حالة ريان لنتوحد حولها ! رحم الله ريان وألهم أسرته كل الصبر وخالص العزاء للأشقاء في المغرب الحبيب! 

الجريدة الرسمية