رسائل السيسي من الصين !
اليوم حضر الرئيس السيسي حفل افتتاح أولمبياد الصين -التي هددت الولايات المتحدة لمقاطعتها وهاجمتها- ليكون في صدارة الضيوف في لقطة فوتوغرافية -لا تخطئها عين- جمعته مع الرئيسين الصيني والروسي.. اللذين كانا قد اجتمعا قبل الاحتفال ليؤكدا تحالفهما الاستراتيجي حتي أن روسيا أعلنت صراحة رغم التهديدات الأمريكية -التي بلغت حد التلويح العسكري والحرب ضد الصين - أن تايوان أرض صينية ومن حق الصين استعادتها!
زيارة الرئيس السيسي تأتى في ظل عودة الحديث في الولايات المتحدة –رسميا وإعلاميا- عن المعونة الأمريكية لمصر وعن اقتطاع جزء آخر منها يقدر بعشرات الملايين من الدولارات ربطا بحالة حقوق الإنسان في مصر (لاقت تجاهلا مصريا معتادا) بينما في أوروبا تجدد الحديث أيضا -تزامنا مع ذلك- من خلال عدد من نواب البرلمان الأوروبي يمثلون عددا من دوله بالدعوة إلي تشكيل آلية لمراقبة أحوال حقوق الإنسان في مصر في تدخل وقح في الشئون الداخلية المصرية !
الرئيس قبل الصين زار الإمارات وجدد التأكيد علي ارتباط الأمن القومي المصري بأمن الخليج لكن أراد الرئيس في رحلته السريعة أن يصل إلي الإمارات قبل أي مسئول آخر سواء من إسرائيل أو من إثيوبيا.. حيث لا يصح في كل الأحول.. إلا الصحيح !
الرسائل ليست مشفرة.. تبرز إرادة مصر في إدارة علاقاتها الخارجية.. وتلوح بتحالفات جاهزة قابلة للتطوير.. وتوضح سر الصبر المصري علي المواقف الصينية الروسية من ملفات أخري وإدارتها بحرفية وهدوء أعصاب كبير.. الرسائل إذن -نكرر- واضحة للغاية.. بل أوضح من الوضوح.. لا تنتظر إلا أن يقرأها المرسل إليه !