زي النهاردة منذ 81 عامًا.. أمر ملكي بمواجهة "الحفاء" في مصر
فى مثل هذا اليوم 6 فبراير عام 1941، واستعدادًا للاحتفال بعيد ميلاد ملك مصر السابق، قرر الملك فاروق معالجة وضع من أوضاع الشعب السيئة بهذه المناسبة، وكان قد لاحظ أثناء زيارته لإحدى القرى أن أبناءها لا يرتدون نعالًا فى أقدامهم، وأثر ذلك على صحتهم، فما كان منه إلا ان أصدر منشورا يتضمن حلا لمواجهة الحفاء عند فقراء الشعب المصرى.
قال الملك فاروق فى منشوره: لما كان كثيرا من أهل المدن والقرى يمشون حفاة الأقدام بسبب فقرهم ورقة أحوالهم، ولأن فى ذلك مضارًّا شديدة لصحتهم وأوضاعهم الأدبية؛ رأى ان يكون عيد ميلاده السعيد هذا العام مصطحبا بالقضاء على مثل هذا الحال بالتيسير على هؤلاء الحصول على حذاءٍ، مطالبًا الهيئات والموسرين من المصريين بالمساهمة فى مشروع مكافحة الحفاء لنشر المظهر الجيد المحمود الأثر فى الحياة المصرية، ودعمًا لهذا المشروع قدم جلالة الملك شيكًا بمبلغ 2000 جنيه تبرعا برقم 905597.
الملك أول المتبرعين
وكما نشرت مجلة “المصور” فى فبراير 1941، استجابت وزارة حسين سرى باشا لتوجيهات الملك، وأصدر رئيس الوزراء سرى باشا قرارًا بتشكيل لجنة مركزية لدراسة مشروع لمكافحة الحفاء نفذ لأول مرة فى مصر، واعتمد شراء 60 ألفًا من الأحذية للمصريين الحفاة.
زى العمال والحذاء
وقام بتنفيذ المشروع عبد الجليل باشا أبو سمرة، وزير الشئون الاجتماعية، الذى اقترح أن يضم المشروع البسطاء والغلابة وعدم اقتصاره على الحفاة فقط، كما أضاف إلى الحذاء زيًّا للعمال والفلاحين وغطاء للرأس لحمايتهم من اشعة الشمس، وجميعها من انتاج شركة مصر للنسيج، وتساهم الوزارة بخمسة قروش فى الزى الواحد الذى يتكلف عشرين قرشًا.
أيضًا تحمست مؤسسات الدولة وأصحاب المصانع والشركات للمشروع، وتبرع وجهاء الدولة وأثرياؤها، وهم 22 فردًا، تبرعوا بمبلغ 38 ألف جنيه، حتى أن دور الصحف ساهمت فى هذا المشروع بتخصيص إيراد أعداد منها؛ مساهمة منها فى المشروع.
كما تبرعت بعض المجلات بحصيلة إعلاناتها مساهمة منها فى مشروع مواجهة الحفاء، وبلغت حصيلة التبرعات بصفة عامة 130 ألف جنيه، واحتلت محافظة أسيوط بأكبر حصيلة من التبرع بلغت 6 آلاف جنيه وحدها.
افتتح الملك بنفسه المشروع الذى ضمنه مؤسسة باسم "مؤسسة الحفاة"، وتم إنتاج 50 ألف زوج من الاحذية بمعدل 1500 حذاء كل يوم بتكلفة 30 قرشًا للحذاء الواحد.
رفض المشروع
المثير للدهشة والغرابة، أن بعض الحفاة من الفلاحين رفضوا ارتداء الحذاء، إلا أن عمال المصانع كانوا أكثر الفئات إقبالا على امتلاك الزى العمالى والحذاء وغطاء الرأس.