القومي للبحوث ينجح في معركته ضد السرطان.. العلاج بالذهب ينتظر موافقة الصحة.. وتقنيات جديدة للكشف عن ورم الثدي
نجحت الفرق البحثية بالمركز القومى للبحوث فى علاج أحد المشكلات الرئيسية التى تهدد صحة الإنسان المصرى وذلك من خلال التوصل إلي عدد من التقنيات الجديدة التي تساعد في علاج انواع مختلفة من مرض السرطان والكشف المبكر عنه.
علاج السرطان بالذهب
اول وأهم تلك التقنيات هي علاج السرطان بجزيئات الذهب النانومترية وأشعة الليزر، وقد استمرت هذه الدراسات على مدى تسعة أعوام (2008-2017) تحت إشراف العالم المصرى الكبير الدكتور مصطفى السيد وبتمويل من إدارة المركز القومى للبحوث ومؤسسة مصر الخير.
و يعتبر هذا الانجاز سبق علمى لمصر وللمركز القومى للبحوث على المستوى الدولى حيث أجريت الدراسات تحت أشراف الاستاذ الدكتور أحمد صبرى عبدون على الحيوانات الكبيرة مثل الكلاب والقطط والخيول وأثبتت نسب شفاء عاليه.
وتم نشر هذه النتائج فى أكبر المجلات العلميه المتخصصه مما يمهد الطريق الى إجراء التجارب الإكلينيكية على الإنسان بالتعاون بين المركز القومى للبحوث والمعهد القومى للأورام بعد موافقة وزارة الصحة وهيئة الرقابة الدوائية.
علاج السرطان الدم بالطحالب
وقام فريق بحثي بقيادة الدكتورة هناء عبد الباقي استاذ ورئيس قسم الكيمياء الحيوية النباتية وبالمركز القومي للبحوث بالعمل على مشروع استخراج انزيم الاسباراجيناز بصورة نقية من الطحالب وهي مصدر آمن ورخيص يدخل في الصناعات الدوائية والغذائية وتم تحضير الانزيم في صورة كبسولات يعاد استخدامها أكثر من مرة في الصناعة وخاصة في نقع البطاطس والفواكه قبل عمليات التصنيع.
وكشفت الدكتورة هناء أنه يتم إنتاج إنزيم الأسباراجيناز من خلايا بعض أنواع البكتريا ويباع في السوق العالمي على شكل دواء هام لعلاج الخلايا السرطانية وبصفة خاصة سرطان الدم اللوكيميا.
أما عن استخدامه في مجال الصناعات الغذائية فهو يمنع تكوين مادة الأكريلاميد المسببة للسرطان المتكونة من تفاعل يسمى تفاعل ميلارد وهي عبارة عن المادة البنية المتكون عند تحمير البطاطس في صناعة الشيبس أو في صناعة الفواكه المجففة مثل رقائق الموز والتفاح وايضا الجزر وتتكون أيضا عند خبز المخبوزات المقرمشة نتيجة درجات الحرارة العالية وهي سبب اللون البني في المخبوزات، ويتم المعاملة باضافة الانزيم في عمليات العجن.
تقنيات جديدة في تشخيص سرطان الثدي
وكشف الدكتور رجب محمد مهنى، الباحث بقسم فيزياء الموجات الميكروئية والعازلات الكهربية شعبة البحوث الفيزيقية بالمركز القومى للبحوث، عن عمل دراسة تهدف لتطبيق نوعين من التقنيات اﻵمنة للوقوف على التغيرات الجزيئية العضوية التي تطرأ على أنسجة الثدى، للتمكن من التمييز بين الأنسجة الطبيعية والانسجة السرطانية التي بدورها قد تساهم في عملية التشخيص لسرطان الثدى.
وأضاف في دراسته أن أحد التقنيات المقترحة تتمثل في "مطياف رامان" والتقنية الأخرى مطياف العزل الكهربى، حيث أجريت الدراسة على عينات سرطانية من الدرجة الثانية على 54 حالة من السيدات بعد الاستئصال الجراحى للثدى وتحليلها جنبا إلى جنب مع عينات أخرى من أنسجة ثدى طبيعية تبعد 1 سنتيمتر على الأقل من الأنسجة السرطانية.
ومن التحليل الكمى لأطياف رامان تبين أن الأنسجة السرطانية (سرطان الفصوص وسرطان القنوات اللبنية) تتميز بفقدان كبير في نسبة الدهون والبروتين وأيضا نسبة الكولاجين، مقارنة بالانسجة الطبيعية.
وتشير النتائج المتحصل عليها إلى إمكانية استخدام مطياف رامان في تشخيص سرطان الثدى، وبناءً على الفروق الواضحة في خواص العزل الكهربية يمكن أيضا استخدام تقنية مطياف العزل الكهربى عند الترددات المنخفضة للتمييز بين الأنسجة السرطانية والطبيعية للثدى مما يساعد في تشخيص المرض.