رئيس التحرير
عصام كامل

فلاحة فقيرة في أسرة لا تملك قوت يومها.. صراحة غير مسبوقة لأم كلثوم في مذكراتها

أم كلثوم تتوسط مصطفى
أم كلثوم تتوسط مصطفى وعلى أمين

هى أول فنانة مصرية وعربية تصرح بمذكراتها للصحف وكان ذلك عام 1934 عندما نشرت مجلة آخر ساعة مع أول أعدادها هذه المذكرات، وقالت فيها سيدة الغناء العربى أم كلثوم بصراحة غير مسبوقة إنها كانت فلاحة فقيرة نشأت فى أسرة لم تكن حتى تملك قوت يومها.
كتب الكاتب الصحفى علي أمين جزءا من مذكرات أم كلثوم فى آخر ساعة وأعيد نشرها عدة مرات يقول فى مقدمتها: جلست أم كلثوم فى شرفة بيتى على النيل تملى هذه المذكرات، مزقت مئات الصفحات، فقد كات تختار كل كلمة فى المذكرات بنفس الدقة التى كانت تختار بها كلمات أغنياتها.. إنها الصفحات الأولى من مذكرات أم كلثوم.

يوم الميلاد 

وقالت أم كلثوم في مذكراتها التالي:

 مع الفجر أطلت مولودة برأسها، وعم الصباح، فاطمة ولدت، وكان الأب إبراهيم البلتاجى يقرأ كتابا عن أولاد النبى عليه السلام، وكانت عيناه على اسم إحدى بناته فصاح نسميها أم كلثوم بنت النبى، ولم يكن هذا الاسم معروفا ولا متداولا فى قرية طماى الزهايرة، لكن اعترض الأهل على الاسم الغريب واقترحوا خضرة أو بدوية أو ست الدار.

رفض الشيخ إبراهيم هذه الأسماء وأصر على أم كلثوم وأصبحت أمى تنادينى سومة، وكان والدى فى ذلك الوقت يعمل إماما فى مسجد القرية مقابل عشرين قرشا لا تكفى للصرف على أسرتنا أنا وخالد وأمى وأبى.

أم كلثوم 

لاحظت بعد ذلك أن أخي خالد يحمل كتبا وكراسات كل صباح ويذهب إلى الكتاب المواجه لبيتنا، بكيت وطلبت الذهاب إلى الكتاب وبعد إلحاح وافق أبى وأدخلنى كتاب الشيخ عبد العزيز مقابل قرش واحد كل شهر، ومع الوقت تحولت إلى تلميذة فى الكتاب أتتبع دروس الشيخ وفجأة كرهت الدراسة فى الكتاب لأن الشيخ كان يضطهدنى فى كل مناسبة وكل زملائى يضحكون على وهو يقول لى قومى يابت يافالجة.
بعد موت الشيخ عبد العزيز تصورت أنهم دفنوا التعليم فى القبر معه لكنى اكتشفت أن شيخنا لم يكن الفقيه الوحيد فى الدنيا فهناك أسياد على قيد الحياة يعلمون فى الكتاتيب، وانتقلت إلى كتاب آخر مع اخى يبعد عن بلدتنا ثلاث كيلو مترات مشيا على الأقدام، وبدأت أحب الكتاب الجديد.

طفولة سعيدة 

كانت حياتى طفولة سعيدة مليئة بالضحكات، وذات يوم شاهدنى أبى أقلده من وراء الباب فضحك كثيرا وقال لى تعالى معى إلى حفلة شيخ البلد، وكانت الحفلة مزدحمة تضم 15 شخصا وطلب منى الغناء فغنيت وكأنى أغنى لعروستى الصغيرة، وسمعت لأول مرة فى حياتى تصفيق الناس.


 توالت الحفلات ولم أعد أسمع من أبى وامى حوارا أو شكوى بصوت مسموع عن الفقر والحرمان الذى نعيش فيه، كانا يخفيان عنى ضيقهما وكنت أقول يا رب ساعدهم.

بداية الشهرة 

بدأ أبي يدربنى مع أخى خالد على الغناء، وذاع صيت الطفلة الصغيرة أم كلثوم فى القرى المجاورة، ثم خرج الصيت إلى ما وراء الحدود، وارتفع دخلنا وأصبح فى امكاننا ركوب حمار ثم قطار سكة حديد لكن فى الدرجة الثالثة من السنبلاوين إلى محطة أبو الشقوق حيث الحفلة مثلا، وبدأت أغنى التواشيح، وكان ثمن التذكرة قرش صاغ.

أم كلثوم ى عمر الشباب 

بدأت شهرتنا تملأ الآفاق والقرى المجاورة لمركز السنبلاوين وارتفع أجرى إلى مائة قرش عن كل حفلة أغنيها.. وبدأت شهرتنا تزحف.

الجريدة الرسمية