رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى ميلاد سعاد محمد.. حكاية مطربة جارت على شبابها ليوافق شقيقها على الغناء

المطربة سعاد محمد
المطربة سعاد محمد

عاشت حياتها في مصر وقدمت أكثر من ألف أغنية لكبار الملحنين الذين تعاملت معهم فيما عدا محمد عبد الوهاب ومنهم: أحمد صدقى، زكريا أحمد، سيد مكاوي، محمد سلطان، محمد الموجى وعبد العظيم محمد وغيرهم، فى مثل هذا اليوم 2 فبراير عام 1926 ولدت  صاحبة الصوت الملائكى الجميل سعاد محمد التى ذاع صيتها فى ستينات القرن الماضى بالاذاعة المصرية، من مواليد بيروت لأب مصرى كان يجيد الانشاد الدينى وأم لبنانية فى حى تلة الخياط ببيروت.

التقت سعاد محمد فى منزل المطربة صباح ببيروت بالملحن زكريا أحمد الذي اشار عليها بالحضور الى مصر للغناء والشهرة، فحضرت إلى مصر وتعاونت مع عمالقة الفن والتلحين، ومنهم زكريا أحمد، محمد القصبجي، رياض السنباطي، أحمد صدقي، بليغ حمدي، عبد العظيم محمد، والموجي، محمد فوزي، محمد سلطان، فريد الأطرش الذي سمح لى بغناء أغنيته "بقي عاوز تنساني"، وقال لي بعد أن غنتيها " إيه الحلاوة دي يا سعاد أنت غنتيها أحسن مني ".

شادية العرب 

لقبت سعاد محمد بقيثارة السماء، شادية العرب، الشيماء، هى من مطربات الزمن الجميل والفن الأصيل صوتها فيه رقة وعذوبة السماء شدت بأروع الأغانى والألحان فى فيلم الشيماء،

زواج مبكر 

وتحكي سعاد محمد قصة اتجاهها إلى الغناء فقالت: وافق شقيقي الأكبر على الغناء في الحفلات ورفض الشقيق الأصغر فما كان من الأصدقاء إلا أن عرضوا على أخويا زواجي من الصحفي محمد علي فتوح.. وكان شاعرا كبيرا أيضا حتى يكون من حقي الغناء وأنا في حماية  زوجي، وبرغم فارق السن بيننا وافقت على الزواج لأن كل ما كان يهمني هو الغناء وتم الزواج وثبت لي بعد ذلك أنه أبا لستة أبناء، لكني اتجهت فعلا إلى الغناء.

مشوار السينما 

حين امتهنت الغناء أعجب بصوتها المخرج حسام الدين مصطفى فقدمها صوتا فقط فى فيلمى “الشيماء، رابعة العدوية”، بدأت سعاد محمد مشوار السينما الذي لم يزد عن فيلمين فقط، الأول فى دور صغير بفيلم " فتاة من فلسطين " ورشحتها له الفنانة عزيزة أمير وكانت تقوم بتصويره بين سوريا ولبنان وهو أول فيلم عن القضية الفلسطينية بعد الاحتلال عام 1948، حيث كانت فى الخامسة عشرة من عمرها، وقدمت  خلاله عددًا من الأغنيات منها أغنية ( يامجاهد في سبيل الله).

أنا وحدى 

الفيلم الثانى بعنوان " أنا وحدى" في عام 1952 أنتجته لها آسيا داغر إخراج هنري بركات، وغنت فيه مجموعة من أروع أغانيها ومنها " فتح الهوى الشباك، مين السبب في الحب، أنا وحدي" كلمات الشاعر صالح جودت وألحان الموسيقار رياض السنباطي والفيلم بطولة ماجدة وصلاح نظمي.


تقول سعاد محمد دائما إن اهم محطة فنية فى حياتها خاصة بعد رفض محمد عبد الوهاب التلحين لها، فهى مرحلة التعاون مع الملحن رياض السنباطى الذى لحن لها  قصيدة "انتظار " التى كتبها الشاعر إبراهيم ناجي والتى كان من المفترض أن تغنيها أم كلثوم لكنها اعتذرت عنها بعد خلافها مع الملحن فكانت من نصيبها..


وهناك سر آخر كشفه الكاتب الصحفى عماد فتوح ابن زوج سعاد محمد عن عدم تلحين عبد الوهاب لها وقال إن طموحه للتلحين لأم كلثوم جعله يصرف النظر عن التلحين لسعاد محمد، خاصة أن صوتها قريب من صوت ثومة، معتقدا أنه لو قام بالتلحين لسعاد محمد سوف يقضى على حظه فى التلحين لكوكب الشرق.

فنانة لا تعوض 

أحبت سعاد محمد أم كلثوم وكانت تقول عنها ست الكل، الفلاحة التى فرضت احترامها على الجميع، وهى فنانة لا تعوض، وهى هرم ولا يوجد صوت احلى من صوتها، وعلى الجانب الأخر كانت أم كلثوم تقول عن سعاد محمد: لا يوجد بعدي صوت سوى سعاد محمد.
وقالت عن عبد الوهاب بالرغم من انه فنان وصوته جميل ومبدع فى الحانه إلا أنه يملك من الغرور ما يجعله يعاملنى بشكل غير لائق ولذلك لم أحبه.

المطربة المفضلة 

 كانت سعاد محمد مطربة السادات المفضلة، ففي إحدى المرات كان يذاع لها على التلفزيون حفل غنائي، وكان يشاهدها الرئيس، فظلت تغني حتى منتصف الليل، وحان وقت إنزال الستار،  لكنه اتصل بالمسرح وطلب منهم عدم إنزال الستار عليها وتركها حتى تكمل وصلتها الغنائية، لذلك فإنها فور علمها باغتيال السادات، حضرت من لندن لحضور جنازته، وانهارت من البكاء لشدة حبها له.

تجاهل الإعلام 

عاشت سعاد محمد حزينة فى آخر أيامها وكانت تشكو من تجاهل الإعلام لها وعدم دعوتها في حفلات أضواء المدينة وبرامج الإذاعة، وفى عام ٢٠٠٢ تم تكريمها في مهرجان الأغنية العربية عن مجمل مشوارها الغنائي.
 

الجريدة الرسمية