رئيس التحرير
عصام كامل

نحن والسنغال 

ابتداء هذا العنوان لمقال اليوم ليس له علاقة بمباراتنا المرتقبة مع المنتخب السنغالي لكرة القدم في تصفيات كأس العالم المقرر أن تجرى شهر مارس المقبل.. إنما المقال يتناول زيارة الرئيس السنغالي لمصر قبل أيام من توليه رئاسة الاتحاد الأفريقى لعام مقبل، وبالطبع تتطلع مصر لأن يولى الاتحاد الأفريقي تحت رئاسته اهتماما لمشكلة السد الإثيوبى يفوق الاهتمام السابق للاتحاد بهذه المشكلة خلال العامين السابقين، وذلك حتى يتم التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم عادل ومنصف لملء وتشغيل السد، كما قال الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفى الذى جمعه مع الرئيس السنغالي، خاصة وأن مجلس الأمن راهن على الاتحاد الأفريقى لحل هذه المشكلة. 

رؤية مصر

 

وهنا كان مهما ومفيدا أن يستمع الرئيس ماكى سال من الرئيس السيسي رؤية مصر وموقفها في هذه المشكلة، وهى الرؤية التى تبغى دعم التعاون بين الفرقاء الأفارقة لأن هذا يصب في مصلحتهم جميعا.. لقد كانت تتنازع مصر في وقت مضى رؤيتان مختلفتان.. الاولى كان يتبناها يوسف بطرس غالى وتركز على دعم العلاقات بين مصر ودول شرق المتوسط  والغرب الأوروبى للاستفادة مما أحرزه من تقدم استنادا إلى المثل الشعبى القديم: من يجاور السعيد يسعد، ومن يجاور الحداد ينكوى بناره، وهو ما أدى إلي إهمال علاقتنا بإفريقيا..  

 

والثانية تتبناها فايزة ابوالنجا وترى أن مصر محتاجة لحماية أمنها القومي لدعم علاقاتها مع دول الجنوب في أفريقيا، ولذلك ركزت على دعم علاقاتنا الاقتصادية والتجارية معها، خاصة أن هذا لا يتعارض مع دعم علاقتنا شرقا مع أوروبا.. غير أن هذا التباين تم حسمه في ظل إدراك بأهمية الانتماء المصرى للقارة السمراء، وحاجة الأمن القومي المصرى لدعم علاقاتنا مع الأشقاء الأفارقة.

 

 

وهذا يعنى أن مصر لا تمد يدها للسنغال فقط بهدف تنشيط جهود رئيسها لإيجاد حل لمشكلة السد الإثيوبي، وإنما بالإضافة لذلك ومعه هى تطبق نهجها الذى تتبناها والذى يحثها على أن تمد يد التعاون للدول الأفريقية كلها ومن بينها السنغال، ومن يراجع سياسة مصر الخارجية الآن سوف يتأكد من ذلك.. فنحن جزء من القارة السمراء ويجمعنا مع دولها الكثير من المصالح المشتركة، وهذا للأسف ما لم تدركه إثيوبيا حتى الآن ولذلك حولت سدها إلى أداة صراع معنا وليس سبيلا للتعاون بيننا.

الجريدة الرسمية