"سما المصرى".. وحزب الوفد
غضب مسئولو حزب الوفد "الذى كان حزبا معارضا وعريقا"، فور أن تداولت مواقع إلكترونية إخبارية "أمس" خبرا عن انضمام الراقصة "سما المصرى" للحزب، الذى استقالت منه فى وقت سابق، النائبة المحترمة "مارجريت عازر"، لأسباب رفضت الإفصاح عن تفاصيلها، وإن اختزلت الأمر كله، فيما وصفته بعدم شفافية قيادات الحزب.
مسئولو الحزب،"الذى كان معارضا وعريقا"، لم يكتفوا بنفى انضمام الفنانة الاستعراضية، إلى صفوف الحزب، بل توعدوا المواقع التى نشرت الخبر، بملاحقتها قضائيا، اعتقادا منهم أن نشر مثل هذا الخبر، يسىء إلى حزبهم.
ونكبة بعض المصريين، تكمن فى أنهم يضعون تصورات لأنفسهم تفوق أحجامهم الطبيعية، وإمكاناتهم الحقيقية، وهذه إحدى آفات حزب الوفد، الذى كان "معارضا وعريقا"، فمسئولو الحزب لم يرق لهم تداول خبر عن انضمام فنانة استعراضية له، ظنا منهم أن الحزب "بوضعه الحالى"،أكبر من أن تنضم إليه "سما المصرى".
ولكن إذا جلس مسئولو الحزب مع أنفسهم، وعرفوا حجمهم الطبيعى، فى الشارع المصرى، وقوتهم لدى الرأى العام، لأدركوا أن "سما المصرى"، حال انضمامها إليهم، سوف تكون مكسبا استراتيجيا للحزب، وإذا ترشحت على قوائمه، فسوف تنجح حتى لو كان منافسها الحاج "محمد بديع"!!.
وقد تسأل لماذا؟ والإجابة: إن "سما المصرى"، رغم أنها ليست فنانة حقيقية، ولكنها تتاجر فقط بأنوثتها،إلا أنها صاحبة موقف واضح وصريح من جماعة الإخوان المسلمين، ومندوبها فى القصر الرئاسى، ولم تتراجع عنه، حتى الآن، ولم تفكر يوما فى مهادنتهم، كما يفعل كبراء الحزب الذى كان معارضا وعريقا!!.
"سما" تعارض معارضة حقيقية، بحسب فهمها، وطبيعة مهنتها، أما كبار الحزب، وغيرهم، فيجلسون مع الإخوان ليلا، ويعارضونهم نهارا، ويخجلون من اتخاذ أية مواقف مناهضة لحكم الجماعة، خوفا على مصالحهم الشخصية.
"سما" تعارض من تراهم قوى الظلم والإظلام والبطش، أما أنتم، يا رجال الوفد، فلا تفعلون شيئا، يذكركم به التاريخ، وإذا منحتم "سما" عضوية الحزب، فربما تعوضون ما فقدتموه طوال السنوات الأخيرة!!!.