رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفي رفعت من القتال والتشريد إلى تكريم السيسي!

قبل سنوات التقى الكاتب الصحفي الكبير سعيد الشحات اللواء مصطفى رفعت (اليوزباشي وقت أحداث الإسماعيلية) وسأله عن حقيقة ما جرى في مواجهة قوات الاحتلال البريطاني يوم ٢٥ يناير ١٩٥٢ فقال الرجل حرفيا.. ونكرر حرفيا:

تلقينا اتصالا بغرفة السويتش، وكان المتحدث على الجانب الآخر هو فؤاد سراج الدين وزير الداخلية الذي قال: أين القيادات؟ قلت: لا أعرف.. قال: ما الذي يجري عندك؟ قال: وضعت السماعة عند النافذة لتصل أصوات القذائف وقلت هذا ما يجري عندي فقال: هل هناك مصابون؟ قلت نعم. قال: وماذا قررتم؟ قال: المقاومة إلى النهاية!

يكمل مصطفى رفعت: أصابت قذيفة السويتش وانقطع الاتصال وكان آخر ما سمعته هو ربنا يوفقكم! وللتاريخ نتوقف لنقول: المعركة بدأت ووزير الداخلية لم يعلم بها وقرار المقاومة صدر من أبطال المعركة اللواء أحمد رائف واليوزباشي عبد المسيح وطبعا اليوزباشي مصطفي رفعت ولذلك سرقة هذا المجد ونسبه إلى آخرين لم يفعلونه هو الظلم بعينه.. هو التاريخ المزيف بعينه! 

 

اللواء مصطفي رفعت تم اعتقاله بعد الأحداث ومحاكمته عسكريا وتم فصله وشرد ولم يتم رد اعتباره إلا بعد ثورة يوليو وقد أعادته للعمل وكرمته ورقِّيَ حتى صار مديرا لأمن للإسماعلية ومساعدا لوزير الداخلية عام ٧٧، ثم تم تجاهل الرجل تماما -حتى رحل في ٢٠١٢- كما حدث مع أبطال المقاومة الشعبية في بورسعيد، ولم تعد سيرته مرة أخرى إلا بعد تكريم الرئيس السيسي للسيدة زوجته السيدة نائلة عبد الله وابنته وابنه مدحت في الذكرى الـ٦٧ لأحداث الإسماعيلية، كما كرم في ٢٠١٧ أبطال بورسعيد!

 

 

رواية التاريخ للأجيال الجديدة يحتاج تحري الدقة والتفتيش في الوقائع وليس نقل حواديت قديمة كما هي رغم ما فيها من تلاعب وعبث!

عاشت الشرطة المصرية والمجد لبطولاتها وأبطالها على مر العصور.

الجريدة الرسمية