عام على رحيل عبلة الكحلاوي.. مقتطفات من مسيرة صاحبة «الباقيات الصالحات»
نبرة صوتها الرقيق الدافئ، أثرت في قلوب مشاهديها فمنذ الظهور الأول لها شعر المشاهد أنه يستمع إلى والدته التي تتحدث معه في أمور الدين، وتنصحه بأسلوبها الجذاب فعرف الكثيرون طريقة الهداية على يديها، الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي واحدة من أهم النساء في هذا المجال، بعلمها وأسلوبها البسيط، وآرائها المعتدلة، ولدت عام 1948 وهي ابنة مداح النبى الفنان محمد الكحلاوي.
درست عبلة الكحلاوى بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر تنفيذا لرغبة والدها، وتخصصت في الشريعة الإسلامية، حيث حصلت على الماجستير عام 1974 في الفقه المقارن، ثم على الدكتوراه عام 1978 في التخصص ذاته وانتقلت إلى أكثر من موقع في مجال التدريس الجامعي، منها كلية التربية للبنات في الرياض وكلية البنات في جامعة الأزهر.
الدعوة في الكعبة
تولت رئاسة قسم الشريعة في كلية التربية في مكة المكرمة عام 1979، واتجهت إلى الكعبة المشرفة لتلقي دروسا يومية بعد صلاة المغرب للسيدات، وقد استمرت هذه الدروس منذ عام 1987 إلى 1989، كانت تستقبل خلالها مسلمات من سائر أنحاء العالم،وبعد عودتها إلى مصر، بدأت في إلقاء دروس يومية للسيدات في مسجد والدها الكحلاوي في البساتين، وركزت في محاضراتها على إبراز الجوانب الحضارية للإسلام، بجانب شرح النصوص الدينية والإجابة عن التساؤلات الفقهية.
استعان بها التليفزيون في تقديم الآراء الفقهية والدروس الدينية عبر برامج عديدة قدمتها للشاشة قبل رحيلها في مثل هذا اليوم 24 يناير العام الماضى عن عمر 72 عاما بسبب اصابتها بمرض كورونا.
دراسة الازهر
عن دراستها قالت الدكتورة عبلة الكحلاوي: لم أكن ترغب في الالتحاق بكلية الدراسات الإسلامية، كنت أحلم بأن أكون سفيرة، وأن ألتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وحصلت على مجموع يزيد على 80 % وقدمت أوراقي وتم قبولها بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لكن وقتها كان فرع البنات بجامعة الأزهر قد افتتح، وأصر والدي على أن ألتحق بجامعة الأزهر لكنى لست نادمة على الالتحاق بها.
وأسست الدكتورة عبلة الكحلاوي جمعية خيرية في المقطم لرعاية الأطفال الأيتام ومرضى السرطان وكبار السن من مرضى الزهايمر تحت اسم جمعية الباقيات الصالحات.
حب مصر
تقول عبلة الكحلاوي عن نفسها: لا اعتبر نفسى من الداعيات المصريات ولكنى فقط احب مصر واعشق ترابها والكلمة الطيبة اقولها من قلبى ابتغاء وجه الله ن ولا أقصد منها ان أكون داعية او مشهورة، فأنا امرأة بسيطة وعادية ولا أتعالى وانصح بناتى بالقراءة الكثيرة والإخلاص الحقيقي للدعوة والصدق.
استعان بها التليفزيون في تقديم الآراء الفقهية والدروس الدينية عبر برامج عديدة قدمتها للشاشة قبل رحيلها في مثل هذا اليوم 24 يناير العام الماضى عن عمر 72 عاما بسبب اصابتها بمرض كورونا وقد نعتها رئاسة الجمهورية رسميا وحضر جنازتها مندوبا عنها.
نعى شيخ الازهر
كما نعاها الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر فقال:رحم الله الدكتورة عبلة الكحلاوي، كانت نموذجًا للمرأة الصالحة لدينها ومجتمعها، سلكت طريق الدعوة إلى الله، فأَلِفَتها القلوب، وأنارت بعلمها العقول، وجعلها الله عونًا لمساعدة الفقراء والأيتام، فاللهم تغمدها بواسع رحمتك ومغفرتك، واجعل علمها وعملها شفيعًا لها، إنا لله وإنا إليه راجعون".
الأستاذة الجليلة
وقال الدكتور أسامة الأزهري في رثائها:كانت شمس ونورا في حياة ألوف وملايين من الأسر والبيوت، الذين وجدوا في كلامها ونصائحها نورا يملأ القلوب سكينة ونورا، لقد ربطتني بها رحمها الله علاقة خاصة جدا، فكانت أمي بعد أمي، وكان بيني وبينها اتصال مستمر ومشاورة دائمة في أمور عامة وخاصة، وكم كانت لها الأيادي السابغة والإنفاق الواسع على ذوي الحاجات، كانت من أهل العلم والصلاح الذين يصح أن نسميهم ورثة النبوة بحق وصدق، رحمك الله يا أستاذتنا الجليلة، ورفع درجاتك في جنات النعيم، وألحقنا بك في عليين.