لماذا أعادت الصين المسحة الشرجية لاكتشاف كورونا و أوميكرون؟
لا حديث يعلو فوق ضرورة السيطرة علي فيروس كورونا المستجد ومتحوراته التي غزت العالم من جديد خلال الأشهر الأخيرة مما اضطر العديد من الدول إلى العودة إلى الإغلاق من جديد وفرض المزيد من الإجراءات الاحترازية خاصة عقب ظهور متحور أوميكرون الذي تسبب في زيادة كبيرة في الإصابات بعدما كان العالم قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على الفيروس بالتطعيم بلقاح كورونا.
المسحة الشرجية
أعادت الصين فرض اختبار المسحة الشرجية للكشف عن فيروس كورونا، في محاولة لوقف انتشار متحور أوميكرون، قبل أسبوعين فقط من بدء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وذلك حسبما أفادت صحيفة “ذا صن” البريطانية.
وخضع ما لا يقل عن 27 شخصا لاختبارات المسحة الشرجية المثيرة للجدل، في مبنى سكني في بكين، حيث أصيبت امرأة تبلغ من العمر 26 عاما بالمتحور أوميكرون، وهي أول حالة مسجلة في المدينة، وفقا لصحيفة "بكين نيوز" الصينية.
وجرى استخدام اختبار المسحة الشرجية في الصين منذ عام 2020، لكنه أصبح سائدا في بكين في يناير 2021، بعد أن ثبتت إصابة طفل يبلغ من العمر 9 سنوات بفيروس كورونا.
وأثارت الصين مزيدا من الجدل في مارس من العام الماضي، عندما وسعت استخدام المسحات الشرجية لأي مسافر أجنبي يصل إلى بكين.
الاختبارات الشرجية
وتتضمن الاختبارات الشرجية إدخال قطعة قطن معقمة تصل إلى بوصتين من 3 -5 سم في المستقيم وتدويرها عدة مرات ثم تتم إزالة المسحة (قطعة القطن) قبل تحليلها في المختبر.
وبعد ان باشرت الصين أخذ مسحات شرجية في شهر يناير من العام الماضي قال لي تونجزينج وهو طبيب مختص في الأمراض التنفسية والمعدية في بكين لوسائل إعلام حكومية إن الفحوص الشرجية يمكن أن تساعد في تجنب العدوى نظرا لأن آثار الفيروس يمكن اكتشافها لفترة أطول مقارنة بالاختبارات العادية المستخدمة في الفم والأنف.
وأكد الطبيب الصيني على أن بعض الناس فقط يحتاجون إلى هذه الاختبارات مثل الأشخاص الخاضعين للحجر الصحي.
ومن جانبه أشار كبير الأطباء من مستشفى يوان في بكين، إلى أن مثل هذه المسحة "يمكن أن تزيد من معدل اكتشاف المصابين بفيروس كورونا".
فيما أكد علماء وباحثين فعالية هذا النوع من الفحوص لكشف وباء كوفيد-19، حيث لفت باحثون في جامعة "هونج كونج الصينية"، إن اختبارات المسحة الشرجية، قد تكون أكثر فاعلية في تحديد كوفيد-19 لدى الأطفال.
تشكيك في فاعليتها
ومن ناحية أخرى شكك باحثون بدقة هذا النوع من الاختبارات للكشف عن الإصابة بكوفيد-19، حيث نقل موقع "هيلث لاين" الطبي المتخصص، ومقره الولايات المتحدة، عن خبراء قولهم إنه المسحة الشرجية غير دقيقة.
وبين أستاذ علم الأحياء الدقيقة السريرية، أومي جارنير، أن التقارير بشأن هذه المسحة غير صحيحة، لافتا إلى أنه تفاجئ أصلا من وجود مثل هكذا مسحات للكشف عن فيروس كورونا.
وأكد أنه من الثابت أن أفضل عينة هي التي تأخذ من الجهاز التنفسي العلوي، وقال إن العلماء تجاوزوا أصلا مسألة النظر في فحص البراز في الشهور الأولى من الوباء.
ولفت إلى أن فحوص "بي سي آر" الإيجابية في البراز لا تعني وجود فيروس حي.
أما المسؤول عن اختبارات "كوفيد-19" في عيادات كليفلاند الأمريكية، جاريد بروكوب، فيرى أنه على الرغم من احتمال العثور على الفيروس في البراز، يفضل أن يتم البحث عن العدوى في مركزها، أي في الجهاز التنفسي.