غراب البين يكتب: ثورة إيه اللى عايزين تعملوها يا شوية بنى آدمين
بعد نهار طويل من اللف والدوران وقفت على كشك السجاير اللى جمب المقهى بتاع الواد سامى الإعتصامى اللى اكتسب لقبه من ايام ثورة يناير.. وبينما انا منكمش داخل ريشى ومستعد لنوم عميق إذا بى اسمع حوار يأتى من المقهى بين شابين يبدوا عليهما البؤس وضيق الحال:
الأول: شايف الهاشتاج بتاع نازلين يوم 25 عامل إيه؟.. دا بقا تريند يا معلم!
الثانى فى حماس: انا هنزل إن شاء الله كدا كدا احنا عطلانين لا شغلة ولا مشغلة!
الاول: أنا معاك يا معلم.. بس انا مش عارف لو نزلنا هننزل ليه وهنطالب بإيه ونهتف بإيه!
الثانى: هنطالب بتغيير النظام.. نطالب بأى حاجه.. المهم ننزل وخلاص.. خليها تخرب
الأول: طب وبعدين؟!.. دا ممكن يتقبض علينا.. خصوصا إن اللى عاملين الهاشتاج كلهم من خارج مصر
الثانى: يتقبض علينا ازاى يا بنى ادم دى ثورة وهيكون معانا الإخوان والدنيا هتولع!
الأول: بس كدا البلد هتخرب يا مان.. وانا مظنش إن الشعب هينزل المرادى.. احنا لسه هنهد ونبنى من جديد؟!
وهنا وقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى قاق قاق فوقف الشابان يهشوننى فى غضب ويقولون لى فى صوت واحد غور من هنا الله يحرقك جبتلنا الفقر ياغراب البين يا فقرى
فهربت مسرعا قبل أن يقوم هؤلاء الأوغاد بقذفى بالطوب ولسان حالى يقول: هو انا برضو اللى فقرى وجايبلكم الفقر يا شوية عاطلين لا شغلة ولا مشغلة؟!
ثورة إيه اللى عايزين تعملوها يا أغبياء.. وعلى من ستثورون؟!.. البلد بتتبنى من جديد والعمران فى كل مكان والدول من حولكم يسكنها الغربان أمثالى.. قوموا واعملوا مع العاملين وساعتها لن تقولوا ثورة ولا فورة.. فالعاملون ليس لديهم وقت لهذا الإحباط الذى تعيشونه.. قال وبيقولوا عليا انا جبتلهم الفقر.. ياخى جاتها ستين ألف نيله اللى عايزه تخلف بنى آدمين!
