رئيس التحرير
عصام كامل

مفيدة عبد الرحمن.. محامية مصر الأولى

المحامية مفيدة عبد
المحامية مفيدة عبد الرحمن

أول امرأة مارست المحاماة في مصر  وأول فتاة تحصل على ليسانس الحقوق.. في مثل هذا اليوم 20 يناير عام 1914 ولدت المحامية مفيدة عبد الرحمن بحى الدرب الأحمر، كانت أول سيدة تشغل منصب عضو بمجلس إدارة بنك وأول سيدة مصرية تستمر عضوا بمجلس الأمة 17 عاما متصلة عن دائرة الأزبكية، وأول محامية في العالم العربى تترافع أمام المحاكم العسكرية العليا، وأول محامية تقيد بالنقض.

 شغلت مفيدة عبد الرحمن منصب رئاسة جمعية نساء الإسلام منذ عام 1960 مدافعة عن الحقوق واستمرت في العمل العام تتصدى لمشاكل الأسرة حتى رحلت في الثمانية والثمانين من عمرها عام 2002

قصة الزواج 

تزوجت مفيدة عبد الرحمن الكاتب الإسلامي محمد عبد اللطيف، وأنجبت 9 أبناء ودام زواجها ما يقرب من نصف قرن قدمت فيها نموذجا للحياة الزوجية القائمة على الاحترام المتبادل والتضحية وكانت في كل مناسبة تذكر كيف دعمها زوجها في حياتها العملية وساندها وأنها لم تسمح لأحد بمساعدتها في خدمة زوجها وأبنائها حتى أنها كانت تمسح حذاء زوجها بنفسها.

الحامية مفيدة عبد الرحمن مع زوجها السيد عبد اللطيف 

تحكى المحامية مفيدة عبد الرحمن عن بدايتها في عمل المحاماة فتقول:عندما انتهيت من دراسة الحقوق كنت متزوجة ولدى خمسة أبناء، عملت في مكتب محاماة في الجمالية حيث موطن عائلة زوجى فقال الجميع زوجة محمد عبد اللطيف تعمل محامية وشاع الخبر.

أول قضية 

وكانت أول قضية ترافعت فيها قضية نجار اعتدى على سيدة بالضرب وسط حى الصاغة، وكانت هذه السيدة من فتوات الجمالية، وحصلت للسيدة على البراءة أمام النجار وسط زغاريد أهل الحى، وكنت وقتها محامية تحت التمرين، وكان أجري عن هذه القضية 10 بيضات في منديل، أما أول أجر نقدى فكان 40 قرشا في قضية نزاع على مسكن ثم وصلت عشرة جنيهات وتوالت العشرات.

أسعد زوجة فى العالم 

وعن سر اتجاهها إلى العمل بالمحاماة  قالت مفيدة عبد الرحمن:أردت أن أكون طبيبة مثل اختى توحيدة عبد الرحمن التي كانت أول طالبة تدرس الطب، وتصبح أول طبيبة في مصر ولكن رسبت في مادة وأنا في الثانوية وتقدم زوجى لى عريسا وتزوجت وأنجبت، ودخلت امتحان الملحق وانا في شهر العسل ولم تنفع دراسة الطب العملية فالتحقت بكلية الحقوق وعشت أسعد زوجة في العالم، وعرفت السعادة الحقيقية مع زوجى، فلا أذكر أنه وبخنى يوما، ولا أغضبته يوما فقد كنت زوجة مطيعة، وكان ذلك فخرا لى.


وأضافت مفيدة عبد الرحمن: بعد التخرج قيد اسمى بجدول نقابة المحامين عام 1939 وأمضيت فترة التمرين بمكتب الأستاذ أحمد نجيب برادة ولما أصبحت لى بعض التجربة فى المحاماة ودراسة القضايا افتتحت لى مكتبا خاصا في الحي الحسيني بجوار المطبعة التي يمتلكها زوجى الذى كان يعمل خطاطا ويخط القرآن الكريم بيده وكان لم يحصل على الابتدائية لكنه كان حافظا للقرآن؟

قيادة أسرة كبيرة 

أنجبت تسعة أولاد إلى جانب خمسة آخرين هم أولاد زوجي، أعتبرهم أولادي، ورغم ذلك فبيتي في منتهى الهدوء، والترتيب والنظام يسودان كل ركن فيه ولم تختل عجلة قيادة الأسرة لحظة واحدة، وزادنى على ذلك عضوية الاتحاد النسائى ولجان الاتحاد القومى ثم الاتحاد الاشتراكى عام 1957، وعضوة فى المجالس المحلية عام 1960 ومجلس الامة عن دائرة الظاهر والأزبكية عام 1967 ولجان الاتحاد القومي، وكان يوم الجمعة عندى هو يوم الأسرة حيث يجتمع فيه أولادى وزوجاتهم وجميع أحفادي لنقضي يوما بعيدا عن متاعب العمل فيصبح أسعد أيام حياتى.
 

الجريدة الرسمية