سماح أنور: التمثيل مش موهبة.. ومفيش سينما نظيفة.. واللي يمنع "المهرجانات" متخلف (حوار)
رفضت دور إلهام شاهين فى فيلم «الهلفوت» اعتراضًا على سلوكيات البطلة
عانيت نفسيًا بعد تجربتى مع أحمد زكى فى "الليلة الموعودة"
خضعت لـ42 عملية جراحية.. وحادث السيارة رسالة من الله لمراجعة النفس وإعادة الحسابات
هاجمت مسلسل «ملوك الجدعنة» لأنه يسيء لمصر.. ولهذا السبب لا أشارك بمهرجانات السينما
أعمل شيف مطبخ حال ابتعدت عن التمثيل.. ولا تعليق على حب سمير صبرى لي
كنت لاعبة كرة قدم.. وأشجع النادى الأهلى منذ عصر الخطيب
فكرة الموهبة فى التمثيل ضحك على الذقون وكلنا يجيد التمثيل بحياته الخاصة
اشتركت بفيلم "حالة تلبس" لعدم الجلوس فى البيت
أكره الفن الذى يشوه صورة مصر وبلدنا ليست عشوائيات وكومباوندات فقط
السينما والدراما أصبحت مسدسات ومطاوى وشبيحة وحوارى والشباب حرامية ومجرمين بالفطرة
رفضت أعمالا درامية كثيرة لأنها تحمل أدوارا ليس لها قيمة
لست من نوعية الفنانات اللاتى يذهبن من أجل التصوير على الريد كاربت
أعتز بـ"سنبل بعد المليون" و"ذئاب الجبل" و"امرأة واحدة لا تكفى" ومسرحية "راقصة قطاع عام"
كلام الناس لن يميتنى أو يحييني ولست «كلبة لايكات» ولن أجبر الناس على حبى
السوشيال ميديا أعظم اختراع ولكن مجتمعنا العربى لا يتكلم إلا فى السواد والأمراض فقط وإهانة وجرح الآخر
هى فنانة بكل مقاييس الفن، انتقلت فى أدوار عديدة بين الأميرة وابنة الشارع والثورية والمتمردة، وهى العاقلة جدا، تعرف الاعتذار، ولا تستحى أن تقول رأيها، هى امرأة حرة فى كل تفاصيل الحرية.
ولدت فى أسرة فنية عريقة لها تاريخ فنى ممتد من السينما للتليفزيون للمسرح، ولكن موهبتها فقط هى من جعلتها تبرز اسمها بقوة فى تاريخ الفن المصرى والعربى.
تحدت ظروفا اجتماعية وصحية صعبة وقاسية، ولكن حبها للفن والتمثيل كان أقوى من تلك الظروف، هى «ذئاب الجبل، وونيس وأيامه، وراقصة قطاع عام، ولمن يبتسم القمر، وحالة تلبس، وبيت القاصرات، والليلة الموعودة، وامرأة واحدة لا تكفى، وأبو كرتونة».
هى الفنانة سماح أنور التى التقيناها على خشبة المسرح القومى وهى تقدم لنا عملا مسرحيا جديدا تحاول من خلال استعادة أمجاد أبو الفنون، حيث فتحت سجل الذكريات وتحدثت كما لم تتحدث من قبل، وطرحت آراء جريئة عن السينما النظيفة وعن الحجاب، كما تطرقت إلى مشوارها الفني وكشفت عدم رضاها عنه، وأفصحت عن المهنة التي قد تلجأ إليها حال اعتزال الفن.. وإلى نص الحوار:
*بداية.. هل نعتبر التمثيل موهبة أصيلة فى الشخص؟
التمثيل ليس موهبة من الأساس، ولا يوجد ما يُسمى بالممثل الموهوب، وفى مهنة التمثيل فكرة الموهبة ضحك على الذقون، ولكن الغناء موهبة، أما التمثيل فكلنا يجيد التمثيل فى حياته الخاصة من أجل أن يكسب حياته وعمله، فنرى الموظف يظهر لمديره الابتسامة رغم كرهه الشديد له.
*هل مانعت والدتك الفنانة سعاد حسين دخولك التمثيل؟
أمى كانت فخورة بدخولى الوسط الفنى، وأبى أنور عبد الله كذلك، وبيتنا لم يكن يخلو من تواجد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والعندليب عبد الحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم والعديد من الفنانين العظام مثل مارى منيب، ولدت وسط كوكبة من الفنانين لذا أرى أننى عشت الجنة الحقيقية.
*هل طريق سماح أنور فى السينما كان مفروشا بالورود؟
لم يكن الأمر كذلك، بعد نجاح تجربتى الأولى مع أحمد زكى وفريد شوقى فى فيلم "الليلة الموعودة" سنة 1984، اشتركت فى فيلم "بيت القاصرات" مع محمود عبد العزيز، وبعد ذلك جلست عامين دون أي عروض سينمائية رغم حصولى على العديد من الجوائز وإطلاق لقب الحصان الأسود للسينما عليا، وساءت حالتى النفسية ورآنى أبى الكاتب أنور عبد الله أبكى فكتب لي فيلم "حالة تلبس" وحقق نجاحا كبيرا.
*قدمتِ خلال مسيرتكِ ما يقرب من 200 عمل فنى.. أى الأعمال التى تحبين مشاهدتها؟
لا أحب مشاهدة أعمالى، وأؤكد لك: "عمرى ما اتفرجت على نفسى وانبسطت، ودايمًا بطلع القطط الفطسانة فى شغلى علشان بحب الحاجة تطلع حلوة".
*نفهم أنك ندمت على بعض أعمالك الفنية؟
لم أندم على أي عمل شاركت فيه حتى لو لم يكن ناجحا، ولكنى لست راضية عن الكثير من التجارب الفنية، ومشوارى الفنى كله لم يعبِّر عني، ولم أقدِّم الشخصية التى تعبِّر عن حياتى أو وجهات نظرى على الإطلاق.
*دخلت فى باكورة الأفلام الأكشن بعد نجاح فيلم "حالة تلبس".. هل كان الأمر باختيارك؟
لم يكن الأمر بيدى، كان أمامى خياران، إما الاشتراك فى تلك النوعية من الأفلام أو الجلوس فى البيت.
*هل رفضت بطولة فيلم "الهلفوت" مع الزعيم عادل إمام؟
كنت مرشحة لدور إلهام شاهين، وبعدما عُرض علىَّ السيناريو رأيت أن مواصفات وتصرفات البطلة لا يمكننى القيام بها، لذلك اعتذرت عن العمل، ولكن عادل إمام يظل فخرًا لنا جميعًا.
*لماذا لم نر ظهورًا لك فى أعمال عادل إمام؟
لا يوجد نصيب، ولكن يظل الزعيم هو «الأملة والحيلة» كفنان وإنسان، ومصر تفتخر أنها أنجبت عادل إمام.
*ماذا عن العمل الذى تعتبرينه الانطلاقة الحقيقية فى مشوارك الفنى؟
أعتبر فيلم "بيت القاصرات" من أهم الأعمال التى شاركت فيها، وحصلت من خلاله على الكثير من الجوائز.
*وماذا عن ذكرياتك مع الفيلم؟
محمود عبد العزيز علَّمنى كل شيء عن السينما، بداية من كيفية التحضير ومذاكرة الشخصية، والوقوف الصحيح أمام الكاميرا واختيار الملابس المناسبة، واشتركت معه فى "أبو كرتونة" ومسلسل "رأفت الهجان" ورأيته عظيمًا فى كواليس التصوير.
*وماذا عن الأعمال التى تعتزين بها؟
سنبل بعد المليون، وذئاب الجبل وامرأة واحدة لا تكفى، ومسرحية "راقصة قطاع عام".
*شاركت أحمد زكى فى فيلم "امرأة واحدة لا تكفى".. ما الذى كان يميز الإمبراطور؟
عبقرى كإنسان أكثر منه كفنان، وعلى المستوى الإنسانى تعلمت منه الكثير عن الحياة، وبنا لى دماغى.
*جمعك الكثير من الأعمال مع الفنان صلاح السعدنى منها "لمن يبتسم القمر" و"رحلة فى زمن العولمة" و"الحساب".. ما هى ذكرياتك مع العمدة؟
كان جامعة فى التمثيل، وجمعنى به موقف كوميدى فى مسلسل "الحساب" فخلال تصوير أحد المشاهد أبلغه المخرج بأن يتحرك من على الكنبة ويسير خطوتين ويقول جملة أمامى، حينها انفعل قائلا: "ثانية واحدة يا أستاذ.. مش كنت جبتوا الشحات مبروك، ما هو كده مسلسل أكشن.. إيه المشكلة أقول الكلمتين وأنا قاعد على الكنبة، إنما أنا هقوم وأمشى خطوتين وأتلفت كمان علشان أقولها نفس الكلمة اللى ممكن أقولها وأنا قاعد".. (تضحك): "صلاح السعدنى كان عمدة كنباوي".
*ماذا عن مسلسل "ذئاب الجبل"؟
لم يتوقف عرض المسلسل على الشاشات منذ أكتوبر 1993، والناس عندما تراني فى الشارع تنادينى بـ"وردة" وليس سماح، ويؤكدون لى أنهم برغم مشاهدتهم المشهد الأخير فى الحلقة الأخيرة آلاف المرات إلا أنه لا يزال يتسبب فى انهيارهم من البكاء.
*هل صحيح أنك تخوفتِ من الدور عندما عرضه عليكِ المخرج مجدى أبو عميرة؟
تخوفت من عدم إجادتى للهجة الصعيدية لأنها كانت جديدة عليَّ، ولكن أبو عميرة أقنعنى بأننى أكثر ممثلة يمكنها أن تعبر عن "وردة بدار".
*فى بداية التسعينيات تعرضتِ لحادث أليم بسيارتك تسبب فى خضوعك لأكثر من 42 عملية جراحية.. كيف كانت التجربة؟
تجربة أليمة للغاية تسببت فى جلوسى على كرسى متحرك لمدة 11 عامًا، وقتها ابتعدت تمامًا عن التمثيل وتوقفت الحياة بالنسبة لى، وأعتبر الحادث رسالة من الله لمراجعة النفس وإعادة حساباتى فى بعض الأمور لأننى قد أكون أخطأت فى حق نفسى وحياتى.
*سماح أنور شخصية تصادمية تحب إثارة الجدل؟
الممثل فى الأصل هو إنسان عادى من حقه طرح وجهة نظره ورأيه بكل حرية، وقضية الحجر على الآراء موضة جديدة بسبب سيادة الجهل والتشدد الدينى فى عالمنا العربى، كل واحد عايز يشتغل «ربنا» بعد الظهر، ويظهر أنه على صواب ومن دونه على خطأ، وهذا ليس مجالا صحيا لأن نعبر عن آرائنا، ولكن طوال حياتى لا يشغلنى رأى الناس ولكنى حريصة على الحفاظ على الأخلاقيات والمثل والتدين، وعندما أنزل للشارع يجب احترام قانونه، وليس مقبولا أن أسير عارية، لأن ذلك سيجرح الناس، وأنا أحب أن أقتنع بحياتى وآرائى وليس آراء الناس.
*تعرضت لحملة هجوم عنيفة بعد تصريحك عن الحجاب "ألبس حجاب ليه وأغطى شعرى؟ ربنا خلق لى شعرى، ربنا العظيم هو اللى خلق لى الشعر ده، شعرى مش المشكلة، العورة هى المشكلة".. ما ردك على حملات الهجوم عليك؟
لم أركز فى حملة التطاول علىَّ لأننى أعيش لنفسى وليس للناس، وكل ثروتى هى دماغى، وأنفقت عليها كل ما أملك من وقت ومجهود وأموال لأننى امرأة عاشقة للثقافة والمعرفة، وآراء الناس لن تؤثر فى ذرة واحدة؛ لأنها تعنى العبودية، وأنا أرفض العبودية كون الله خلقنى امرأة حرة.
*بعض المشاهير فى حال تعرضهم لانتقادات أو هجوم على السوشيال ميديا يخرجون للإعلام يفسرون أو يوضحون آرائهم التى قد تكون مثيرة للجدل أحيانا.. لماذا ترفضين ذلك؟
كلام الناس لن يميتنى أو يحييني، وأنا لست «كلبة لايكات» ولم ولن أجبر الناس على حبى، وللأسف الناس بتشتغل «ربنا» رغم أنه سبحانه وتعالى قال: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} فكيف للناس أن تعلو على الله وما هذا الجبروت؟، لذلك لن أرد على حملات السوشيال ميديا ضدى، وكل منا مسئول عن نفسه فقط، وسيلقى الله بمفرده.
*أفهم أنك تعارضين وجود السوشيال ميديا؟
بالعكس، أراها أعظم اختراع، ولكن مجتمعنا العربى لا يتكلم إلا فى السواد والأمراض فقط وإهانة وجرح الآخر، ولكنه يمكن أن تقرب بيننا وتعظم من إيجابياتنا بعيدا عن إطلاق السباب والشتائم.
*تشاركين حاليا فى مسرحية "فى انتظار بابا" على خشبة المسرح القومى.. كيف تقيمين التجربة؟
مسرح الدولة يتسم بغزارة الإنتاج، لذلك نرى أن العروض قصيرة المدد الزمنية وهذا لم أعهده فى المسرح الخاص.
*برأيك، ما الذى ينقص المسرح القومى ليستعيد أمجاده؟
تجربتى الحالية على خشبة المسرح القومى صعبة؛ لأن الروتين يقتل عملية التسويق، حيث إنه لا توجد ميزانيات للدعاية للمنتج المسرحى لذلك الأموال الطائلة التى تنفق على الأعمال المسرحية تذهب دون جدوى أو تحقيق ربحية، وهذا أمر يحزننى، وأؤكد لك أن أموال المسرح القومى للأسف الشديد مهدرة.
وأخبرك بأننا طالبنا تصوير برومو للمسرحية التى نعرضها حاليا على نفقتنا الخاصة من باب التسويق والدعاية وجذب الجمهور، فأخبرونا بأن ذلك ممنوع ويجب الحصول على تصريح، وهذا السبب وراء عدم نجاح أي عمل يعرض على خشبته، وفى الحقيقة أن الفنان إيهاب فهمى مدير المسرح القومى من الضحايا، وليس لديه صلاحيات للنهوض بالمسرح.
*يوسف الشريف وأحمد زاهر ومنة عرفة وفنانون آخرون أعلنوا رفضهم القبلات والمشاهد الساخنة فى السينما.. ما هو موقفك من تيار "السينما النظيفة"؟
السينما النظيفة بالنسبة لى مثل طلوع الشمس ليلا، أوافق أن يصرح ويدعم ميكانيكى أو بقال فكرة السينما النظيفة، إنما يخرج فنان ويروج لتلك الفكرة فهذا "هبل"، ولن أشارك فى تلك الحملات الـ"هبلة"، وأعتقد أن لدينا ثقافة تتجاوز تلك الأفكار غير العقلانية.
*من الفنان الذى يضحكك عند مشاهدته؟
الفنان الراحل سمير غانم، وحالفنى الحظ أننى عملت معه فى فوازير "المضحكون" والكثير من الأعمال منها فيلم "اقتل مراتى ولك تحياتي".
*ما صحة التصريح المنسوب لك عن مسلسل "ملوك الجدعنة" بأن ابن الحلال لا يحمل مطواة أو يتعاطى الحشيش، ووصفك العمل بـ"ملوك الصياعة"؟
بالفعل تصريحى، وأنا أكره الفن الذى يشوه صورة مصر ويصدر صورة مخالفة عن واقعها، مصر ليست عشوائيات وكومباوندات فقط، 90% من مواطنى بلدنا ضمن الطبقة المتوسطة، وللأسف لا أرى فى السينما والدراما إلا مسدسات ومطاوى وشبيحة وحوارى والشباب حرامية ومجرمين بالفطرة والنساء الفقيرات يسلكن طريق الدعارة بسبب ظروفهن الاقتصادية، وهذا عكس واقع بلدنا.
*ما سر غيابك عن حضور المهرجانات السينمائية؟
تأتينى دعوات وأرفضها، فلا أحب أن أحضر بدون مشاركتى فى أي فيلم، ولست من نوعية الفنانات اللاتى يذهبن من أجل التصوير على الريد كاربت.
*هل نرى مشاركتك فى عمل فنى قريبا؟
نصور حاليا مسلسل من 5 حلقات مع الفنانة زينة ومحمد شاهين، إخراج هانى خليفة، وسيكون خارج السباق الرمضانى.
*اعتذرت عن المشاركة فى أعمال فنية الفترة الأخيرة؟
رفضت أعمالا درامية كثيرة لأنها تحمل أدوارا ليس لها قيمة، وأستغرب كثيرا من إرسالهم لى تلك الأدوار.
*ماذا عن المؤلفين الذين تحبين أعمالهم؟
مريم ناعوم وبهاء دويدار.
*فى حال توقفت الأعمال الفنية.. ما المهنة التى ستمارسها سماح أنور؟
شيف مطبخ إنترناشيونال، وأنا دوما لى ميعاد مع النجاح لأنى حريصة على الاجتهاد والبحث عن أي فرصة فى أي مجال.
*هل صحيح أنك مارستِ كرة القدم فى الصغر؟
طبعا، وكنت لاعبة كرة فى الأصل، وأشجع النادى الأهلى منذ عصر محمود الخطيب ومصطفى عبده.
*أفصح الفنان سمير صبرى فى تصريحات تليفزيونية عن حبه لك: "حبيت سماح أنور واشتريتلها الدبل وهى متعرفش".. ما ردك؟
لا تعليق.
*هل تنزعجين من سماع أغانى المهرجانات؟
لست حريصة على سماعها، ولكنها لا تزعجنى، وعندما أسمعها أشعر بالتفاعل معها سواء بالرقص أو التصفيق.
*وما رأيك فى قرار نقابة الموسيقيين بمنع مؤدى المهرجانات من الغناء؟
هى نوع من الموسيقى شئنا أم لم نشأ، وحبى لبيتهوفن لن يدفعنى لسب المهرجانات، الدنيا ليست لون غنائى واحد، ومن يريد منع المهرجانات متخلف، كل شيء تريد منعه سيزيد، والقانون الإلهى يقول إن ما تقاومه سيزيد.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…