ذكرى رحيل صلاح منصور.. العمدة الذي اشتهر بعد سقوط شعره و3 أحداث مأساوية كتبت نهايته
بالرغم من أن الفنان صلاح منصور تخرج عام 1947 من المعهد الفني للتمثيل وزامل عمرو الحريري وشكري سرحان وفريد شوقي إلا أنه لم تأتِه فرصة النجاح إلا بعد 15 سنة من التخرج، بعد أن فارق ملامحه الشابة ورشاقته البدنية وسقط شعره حيث كان يعمل مدرسا بوزارة المعارف ولم ينتبه إليه المخرجون، ولد الفنان صلاح منصور عام 1923 بالقليوبية ورحل في مثل هذا اليوم 19 يناير 1979.
عرف بأدوار الشر منذ بدايته فأدى أدوارا متعددة يحمل أغلبها الشر فقدم العمدة في الزوجة الثانية والبقال في بداية ونهاية كذلك المجرم والمتسول، عشق التمثيل المسرحى وهو طالبا وكون فرقة مسرحية بمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية تحت إشراف الفنان زكى طليمات الذى كان مشرفا على المسرح المدرسى.
وأثناء زيارة شاه إيران لمصر عام 1939 حين حضر لإتمام زفافه على الأميرة فوزية اختار زكى طليمات فرقة صلاح منصور لتقديم عمل مسرحي عن العلاقات المصرية الإيرانية وبالفعل قام صلاح فى المسرحية التى أخرجها طليمات بدور رجل مسن وكان راويا للتاريخ بأسلوبه في الإلقاء الخطابى باللغة العربية ومن هنا أعجب به الدكتور حسين هيكل وكان وزيرا للمعارف.
الناس اللى تحت
عمل في بداية حياته محررا في مجلة روز اليوسف عام 1940 وكان أول حوار أجراه ونشر له مع المطربة أسمهان بعد القبض على المخرج أحمد سالم في محاولة قتلها ليلتحق بعدها بمساعدة زكى طليمات بمعهد التمثيل.
قدم صلاح منصور أول أدواره المسرحية في مسرحية الناس اللى تحت بدير توفيق الدقن الذى كان قد انتقل إلى المسرح القومى. أما أول أدواره في السينما فكان دوره كومبارس فى فيلم "غرام وانتقام".
أما أهم أدواره فكان فى فيلم "الزوجة الثانية" وفيه ارتفع أجره من 40 جنيها إلى 400 جنيها تقديرا لبراعته في الدور، واشتهر بعدها باسم العمدة نسبة إلى أسمه في الفيلم "العمدة عتمان"، ليقدم بعده أفلام زادت عن 160 فيلما منها بداية ونهاية، شيء في صدرى، شفيقة القبطية، أدهم الشرقاوى غرام وانتقام، قنديل أم هاشم، العصفور، المستحيل، البوسطجى وغيره.
كان الفنان صلاح منصور يتمتع بروح الدعابة والنكتة وخفة الظل حتى ان الفنان شكرى سرحان زميل دفعته قال عنه (كان من الممكن أن يكون عظيما في الكوميديا التي كانت تظهر منه بتلقائية لو اتجه لها، فكنا وقتها سنكسب فنانا كوميديا من أعظم ما يكون).
في فيلم "وادى الذكريات" أدى صلاح منصور دور الأحدب المجنون المأخوذ عن قصة أحدب نوتردام وعندما سافر الفيلم للعرض فى لندن عام 1962 أعجب الممثل الشهير تشارلز لوتون الذى أدى نفس دور الأحدب فى رائعة فيكتور هوجو "أحدب نوتردام"، أصر على مصافحة صلاح من شدة إعجابه به وقال له: "أنت ممثل موهوب ويمكن أن أسلمك الشعلة العالمية من بعدى.
حصل صلاح منصور، على عدة جوائز خلال مسيرته الفنية، منها جائزة أحسن ممثل مصرى إذاعي عام 1954 وجائزة السينما عن دوره فى فيلم "لن اعترف" بالإضافة لجائزة أفضل دور ثانى فى فيلم "الشيطان الصغير"، كما حصل عام 1966 حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى خلال الاحتفالات بعيد الفن.
نجح الفنان صلاح منصور في تجسيد الأدوار الدرامية والتراجيدية، خاصة تلك الأدوار ذات الطابع الشرير، حتى أنه ارتبط في أذهان المشاهدين كواحد من أيقونات الشر إلى جانب، توفيق الدقن، محمود المليجي، عادل أدهم، وفريد شوقى وغيرهم ممن تألقوا في ذلك اللون الفني.
معاناة حتى الرحيل
عانى صلاح منصور فى حياته كثيرا ما بين وفاة الزوجة الأولى بمرض السرطان ثم رحيل ابنه هشام بمرض خطير وأخيرا استشهاد ابنه مجدى فى حرب أكتوبر 1973، فأصيب بالمرض من شدة حزنه وقبل الرحيل كانت آخر كلماته "لا تبكوا، فقد عشت عمري وأنا أكره أن أرى الدمع في عيونكم، ولن أحبها بعد موتي".