زجاجة عطر وبلاغ للنيابة.. أغرب هدايا الشاعر صالح جودت لنجوم ونجمات الزمن الجميل
في مجلة الكواكب 18 يناير عام 1958 كتب الصحفى الشاعر صالح جودت مقالا يقترح فيه هدايا يقدمها لنجمات ونجوم الزمن الجميل مع دخول عام جديد عام 1958 فقدم لكل فنان اقترحه سواء ليلى فوزى أو محمد عبد الوهاب أو فريد شوقى أو صالح عبد الحى أو ليلى مراد هدية تناسب ظروفه وصفاته وطباعه.
فريد شوقى
بدأ صالح جودت بالفنان فريد شوقى فقال: ملك الترسو فريد شوقى الذى عاش سنوات على الشاشة كفتوة يقتل البشر أو يهددهم قدم بلاغا الى النيابة يقول فيه إن أحد المخرجين المعروفين هدده بالقتل لنزاع على أحد الأفلام حتى أصبح التهديد بالقتل بدعة شائعة في الوسط السينمائى، مما يؤكد أن أعصاب السينمائيين ثائرة ومرهقة جدا بشكل دائم، ولهذا لهم عندى هدية اقدمها لهم في مطلع العام الجديد عبارة عن زجاجة بها عقار عجيب التأثير على الأعصاب هو عقار الكلسيبرونات.
وكان أستاذنا سعيد لطفى مراقبا عاما للإذاعة في فترة الحرب العالمية الثانية وكنا يومئذ مذيعين صغارا في أول الشباب نحب الحماقات ونكثر من الأخطاء وكان أستاذنا لا يعاقبنا على الأخطاء والحماقات بل كان يستدعى المذيع الذى تبدو منه زلة ويعطيه زجاجة من عقار الكلسيبرونات المهدئ للأعصاب وينصحه باستعمالها يوميا وشيئا فشيئا تعودنا على استعمال الكلسيبرونات الذى أصبح جزءا من حياتنا اليومية فهدأت اعصابنا ولم نعد نعشق الحماقات أو نتعلق بالأخطاء، ولذلك فزجاجة من عقار الكلسيبرونات هي خير هدية لأهل صناعة السينما المتعبين الذين يحاولون قتل فريد شوقى وغيره من النجوم.
ليلى مراد
والفنانة صاحبة الصوت الحنون والوجه الجميل والعاطفة المرهفة ليلى مراد أين اختفت وهل يمنحنا الله المواهب لكى نستغلها ونسعد بها الدنيا أم لنحجبها عن الناس فلا هي تقدم فيلما ولا أغنية ولا حفلة وأريد أن أهديها في عام جديد بطارية ذرية قوية الإضاءة تبدد الظلام الذى يحيط بها ليظهرها في عيون الناس فاتنة كما كانت ليسعد بها القلوب.
محمد عبد الوهاب
أما صديقنا الموسيقار محمد عبد الوهاب فيبدو لى أنه أصبح مغرما بالبيع والشراء والمكاييل والموازين في أغانيه الأخيرة تراعينى قيراط أراعيك قيراطين، بايع اللى شارينى وشارى اللى بايعنى، وأريد أن أقدم له هدية في العام الجديد شيئا يتناسب مع روحه فقد يرضيه دفتر حسابات يقيد فيه الصادر والوارد من عواطفه الفنية، ومهما يكن من عيب في عبد الوهاب فلا شك أنه أستاذ الموسيقى والموسيقيين في هذا الجيل.
لكننا نشهد مأساة خلقية قاسية هذه الأيام هي مأساة الملحنين الجدد الذين لم تزد أعمارهم في عالم الموسيقى والتلحين عن عامين أو ثلاثة ومع ذلك يتهجمون كل يوم على الموسيقار المخضرم محمد عبد الوهاب ناسين انهم من صنع يديه ومن تلاميذ مدرسته ومن طفيليات انتاجه الفني، يتهجمون عليه ويتهمونه بكذا وكذا والف تهمة وتهمة اسخفها أن يقول واحد إن عبد الوهاب سرق ألحانه فأية هدية تناسبه..إننى أأقدم له علبة دى دى تى يطهر بها ألسنتهم المجرثمة.
صالح عبد الحى
المطرب صالح عبد الحى الذى اسعد جيلا كاملا بالغناء وهو مريض يعالج بالقصر العينى ويقولون إن الإذاعة منعت عنه كل مستحقاته فماذا أهدى صاحب المجد القابع في زوايا النسيان أهديه دستة مناديل يبكى بها على الدنيا وما في الدنيا من جحود ونكران.
جميلة الجميلات
أما فاتنة الجمال وجميلة الجميلات ليلى فوزى التي خيل إلى أنها أجمل من الجمال فماذا أقدم لها في العام الجديد هل أهديها علبة مكياج أم زجاجة عطر إن الله قد لونها بأجمل لون في الكون فهى ليست بحاجة إلى عطر او مكياج، ولكن مأساة هذه النجمة أنها لم تعرف الحب في يوم من الأيام أنها في حاجة إلى حب يوقظ الفتنة النائمة ولذلك اهديها علبة فلفل افرغها في قلبها ليتذوق لذة الولعة وحلاوة نار الحب.