صالح جودت.. 109 أعوام على ميلاد مداح الملوك
“الدنيا ليل والنجوم طالعة تنورها.. نجوم غير النجوم من حسن منظرها.. ياللى بدعتوا الفنون.. وبإيديكوا أسرارها.. دنيا الفنون ده خميله.. وأنتم أزهارها.. والفن دنيا جميلة وانتوا أنوارها”.. بهذه الكلمات غنى الشاعر الغنائى صالح جودت للفن، القصيدة التي غناها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
صالح جودت هو شاعر مصرى شهير، قصائده ملأت الدنيا بأصوات مطربى القرن الماضى، غنى في حب مصر فقدم عددا من الأغنيات الوطنية، بل وقدم قصائده في مدح الملوك والرؤساء حتى لقب بمداح الملوك.
في مثل هذا اليوم 12 ديسمبر 1912 ولد الشاعر والكاتب الصحفي صالح جودت، تخرج في كلية التجارة وبدأ حياته موظفًا في بنك مصر ثم محررا بجريدة الاهرام ومنها الى دار الهلال حتى عين رئيسا لتحرير مجلة المصور عام ١٩٧١ واستمر فيها حتى رحل عام ١٩٧٦.
بدأ القراءة منذ صغره وأحب الكتابة واهتم بكتابات عباس الغقاد وسلامة موسى والمازنى وحافظ إبراهيم، وتأثربأمير الشعراء أحمد شوقى كثيرا ولازمه خلال مشواره.
أطلقت علي الكاتب صالح جودت عدة ألقاب نتيجة كتاباته فسمى شاعر الحب والحرية حين كتب القصائد والأغنيات العاطفية، ولقب بالشاعر الفسدقى، اهتم صالح جودت بالتنوع في أشعاره فكتب للوطن وكتب للحب،وعلى مدى 50 عاما قدم ستة دواوين شعرية منها:جمعية أبللو، أغنيات على النيل، ليالى الهرم، حكاية قلب، قلم طائر، أساطير وحواديت.
وكتب الشاعر صالح جودت 64 أغنية لكبار المطربين منهم أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وشادية وسعاد محمد، وكارم محمود، ومحمد فوزي، وصباح، وليلى مراد، ونور الهدى، وفايزة أحمد، ووردة الجزائرية، ونجاةالصغيرة، وكارم محمود.
من اشهر اغنياته التي كتبها:حكاية العمر كله لفريد الأطرش، رايداك والنبى رايداك لليلى مراد،، يا نخلتين في العلالى لوردة، قاهرتى لفايزة أحمد، وأغنية الفن لعبدالوهاب، والثلاثية المقدسة لكوكب الشرق أم كلثوم ، كما مدح في أشعاره الزعماء والملوك فكتب للملك فاروق قصيدة اانشودة الشباب في يوم ميلاده وقصيدة الفن التي غناها عبد الوهاب وقال فيها بيتا يقول " والفن مين أنصفه من غير كلمة من مولاه والفن مين شرفه غير الفاروق ورعاه.
كتب أيضا قصيدة تغنى فيها بالملك عبد العزيز آل سعود عام 1946، وعنوانها "يا رفيع التاج"، غناها ولحنها عبد الوهاب أثناء زيارة الملك لمصر، وهي أول أغنية بثتها الإذاعة السعودية بعدما كانت برامجها تقتصر على إذاعة سور من القرآن الكريم، ومن كلماتها "يا رفيع التاج من آل سعود، يومنا أجمل أيام الوجود، موكب الخير من البيت العتيد، جاء يختال على النيل السعيد، فصحت مصر مع الفجر الجميل".
قصيدة التنحى
وعندما قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التنحى عن الحكم بعد النكسة لتخرج أم كلثوم بأغنيتها التي كتبها صالح جودت "قم واسمعها من أعماقي، ابق فأنت السد الواقي، لمنى الشعب... ابق فأنت الأمل الباقي لغد الشعب... أنت الخير وأنت النور... أنت الصبر على المقدور... أنت الناصر والمنصور... ابق فأنت حبيب الشعب"، والاغنية من تلحين رياض السنباطي.
أيضا غنى له فريد الأطرش قصيدة في حفل زواج الملك حسين والملكة دينا في حضور شاه ايران
كان لجودت علاقات وطيدة بكل أدباء عصره، الا انه كان يغير من جماهيرية نجيب محفوظ بالرغم من انه كان صديقه ويقال انه نقد روايته حكايات حارتنا امام المسئولين وكان وراء الحملة التي شنت على على الرواية وكانت سببا في وقف نشرها.
معارك أدبية
خاض صالح جودت الكثير من المعارك الأدبية ومن أشهرها هجومه العنيف على الشاعر نزار قباني عندما نشر قصيدته " متى يعلنون وفاة العرب"، وكتب مقالًا بعنوان "امنعوا أغاني نزار قباني" جاء فيه :لقد انتهى نزار قبانى كشاعر وانتهي كعربي وانتهي كإنسان، مطالبًا بوضعه على القائمة السوداء لأنه يحطم معنويات قومه بمثل هذه القصيدة.
عمل الأديب الراحل محررا بجريدة الأهرام، وتولى رئيس تحرير مجلة الإذاعة المصرية، وعمل مراقب البرامج الثقافية ومدير صوت العرب بالإذاعة المصرية، ومدير تحرير مجلة الاثنين، وعضو مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير الهلال، وروايات الهلال، وكتاب الهلال.
تكريمات وأوسمة
وحصل صالح جودت على العديد من الأوسمة والتكريمات منها وسام النهضة الأردنى، عام 1951، وسام العرش المغربى، عام 1958، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، عام 1959، جائزة أحسن قصيدة غنائية فى السد العالى، عام 1965، جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1958.