ليس المهم طول حياة المرء.. مارتن لوثر كينج حاضرا في أمريكا رغم الغياب
قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اليوم، في كلمة له بمناسبة "يوم مارتن لوثر كينج" إنه يجب استكمال عمله الذي لم يكتمل، معتبرًا أن الديمقراطية الأمريكية تواجه هجومًا.
وتابع الرئيس الأمريكي، أن لوثر كينج، كان بسن 15 عامًا عندما بدأ رحلة تنفيذ وعد أمريكا لكل الأمريكيين"، مشيرا إلى أنه لم يكن فقط يحلم بهذا الوعد ولكن كان فاعلًا.
الحريات في أمريكا
واستطرد بايدن، الهجوم على ديمقراطيتنا حقيقي، من تمرد السادس من يناير لهجمة القوانين التي أصدرها الجمهوريون ضد حقوق التصويت في عدد من الولايات".
وتابع في هذا الصدد قائلًا: "الأمر ليس من يصوت، لكن من يعد الأصوات، وما إذا كان صوتك سيتم عده على الإطلاق. الأمر يتعلق بأمرين خبيثين، هما قمع الناخبين وقمع الانتخابات.
مارتن لوثر كينج
ولفت بايدن إلى إن مارتن لوثر كينج أجبرنا على الإجابة عن سؤال: أين نقف وإلى أي جانب نقف؟ وهو السؤال الذي عاد مرة أخرى الآن: هل سنقف ضد قمع الناخبين؟ نعم أم لا؟ هل سنقف إلى جانب أمريكا؟ حيث يحصل كل شخص على جميع الضمانات والوعد الكامل؟".
ولد مارتن لوثر كينج.. في 15 يناير 1929، في أتلانتا بولاية جورجيا، وكان كينج، رجل الدين والناشط الحقوقي، ذا تأثير كبير جدًّا في العلاقات العرقية في الولايات المتحدة بدءًا من منتصف العقد الخامس من القرن الماضي، وللرجل عبارات خالدة أبرزها: "ليس المهم طول حياة المرء بل جودتها".
مسيرة لوثر كينج
وترأس مارتن لوثر كينج مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية، ولعب دورًا محوريًّا من خلال نشاطه وخطاباته الملهمة في إنهاء الفصل القانوني للمواطنين الأمريكيين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة، فضلًا عن إنشاء قانون الحقوق المدنية لعام 1964 وقانون حق التصويت لعام 1965. تلقى كينج جائزة نوبل للسلام في عام 1964 كواحدة من بين الجوائز التكريمية الأخرى التي تلقاها.
قرر كينج في أواخر صيف عام 1963 بدء سلسلة من المظاهرات في برمنجهام، وعمل على تعبئة الشعور الاجتماعي بمظاهرة رمزية في الطريق العام، وفي اليوم التالي وقعت أول معركة علنية بين السود المتظاهرين ورجال الشرطة البيض الذين اقتحموا صفوف المتظاهرين بالعصي والكلاب البوليسية الشرسة، لكن المشهد كان على مرأى من كاميرات التلفاز، ولم يعد ممكنًا إخفاء الأخبار عن الناس، مما أثار حفيظة الملايين.
انتشرت في أرجاء العالم صور كلاب الشرطة وهي تنهش الأطفال، وبذلك نجح كينج في خلق الأزمة التي كان يسعى إليها، ثم أعلن أن الضغط لن يخف، مضيفًا: "إننا على استعداد للتفاوض، ولكنه سيكون تفاوض الأقوياء". فلم يسع البيض من سكان المدينة إلا أن يخولوا على الفور لجنة بالتفاوض مع زعماء الأفارقة، وبعد مفاوضات طويلة شاقة تمت الموافقة على برنامج ينفذ على مراحل بهدف إلغاء التفرقة وإقامة نظام عادل وكذلك الإفراج عن المتظاهرين.
عملية الاغتيال
في نهاية عام 1963 قام كينج ومؤيدوه بمظاهرة زاد المشاركون فيها عن 200.00 شخص اتجهت صوب نصب لنيكولن التذكاري، فكانت أكبر مظاهرة في تاريخ الحقوق المدنية، وهنالك ألقى كينج أروع خطبه: "لدي حلم" والتي قال فيها: "لدي حلم بأنه في يوم من الأيام، أطفالي الأربعة سيعيشون في بلد لا يكون فيه الحكم على الناس تبعًا لألوان جلودهم، وإنما بما تنطوي عليه أخلاقهم".
بحلول عام 1968، بدأت سنوات المظاهرات والمواجهات بإرهاق مارتن لوثر كينج، تعب من المسيرات والسجن والعيش تحت التهديد المستمر بالموت، كما ثبطت عزيمته بسبب التقدم البطيء في مجال الحقوق المدنية في أمريكا ومن النقد المتزايد لقادة أمريكيين أفارقة آخرين. لكنه كان يخطط لمسيرة أخرى في واشنطن لإحياء حركته وتوجيه الانتباه إلى مجموعة واسعة من القضايا.
في ربيع عام 1968، خطط لمسيرة في مدينة ممفيس وقيادة مسيرة لتأييد إضراب "جامعي النفايات". أقام كينج في الغرفة من فندق لوريان قبل ليلة، وبينما كان يقف على شرفة خارج غرفته، أصيب لوثر كينج برصاصة في عنقه. ألقي القبض على المطلق بعد أربعة شهور من حادث الاغتيال وكان اسمه جيمس إرل راي، وحكم عليه بالسجن 99 عامًا.