بماذا وصف أدباء القرن العشرين شيخ القصة القصيرة يحيى حقي؟
هو الأديب صاحب القلم الذى غاص في أعماق الشخصية المصرية وحللها ورسمها بكلماته نتيجة تأثير البيئة التي عاش فيها عليه، الأديب الراحل يحيى حقى ـ ولد في مثل هذا اليوم 17 يناير 1905 ـ المعروف بشيخ القصة القصيرة.
قالوا عنه: ثقافته مزيج من باريس والقاهرة، وفى كلماته رائحة الحسين وبخور الغورية وإنه ضليع في الترجمة، فهو الذي يقول عن نفسه أنا غوري متأصل، وهو الكاتب الذي تنطبق عليه عبارة قالها يوسف السباعى أنه إذا ألف ترجم.. وإذا ترجم ألف.
قال عنه الدكتور طه حسين: الأستاذ يحيى حقى قاص شاعر فى قصصه ما فى ذلك شك، قد أقام على ذلك فيما قدَم من قصصه أدلةً لا يعرض لها الشك، وهو فيما سبق من قصصه قد بدأ أحلامه فى الأرض، ثم ارتقى بها فى الجو قليلا قليلا حتى بلغ مواطن الشعراء فوق السحاب، ولم أَنْس قصته الرائعة التى نشرت فى الناس منذ أعوام طوال: "قنديل أم هاشم".
خفيف الظل شديد الدهاء
وقال الدكتور جابر عصفور: كان رجل شديد الدهاء والذكاء، وأيضا خفيف الظل، وأبرز ما لفت انتباهي فيه هو اهتمامه البالغ باللغة العربية، حيث كان يوقظني في الصباح الباكر على مكالماته ليسألني في إحدى الكلمات، أنه عبقرى القصة.
وقال حلمى نمنم وزير الثقافة سابقا: "بدأت معرفتي به عندما أرسلت مقالا إلى مجلة المجلة التي كان يرأس تحريرها، فرفض نشرها إلا بعد رؤيتي، وأخبروني في المجلة أن حقي يطلب مقابلتي، وعندما ذهبت إليه طلب مني قراءة المقال عليه، ولم أنتبه في البداية أنه يستوقفني خلال القراءة ليسألني فيما قرأته، ومن ثم أدركت أنه يريد أن يمتحنني؛ ليتأكد أني الكاتب الفعلي للمقال ولا يوجد شخص آخر كتبها لي،
مجدد أصيل
يقول الراحل رجاء النقاش عن يحيى حقى الذى أطلق عليه شاعر قصيدة النثر: إنه متواضع كبير، لو أخذته بالمظهر لتصورت أنه رجل بلا عبقرية ولا نبوغ، لكن المظهر خادع، ولا يدل على أعماق الرجل، وهى أعماق تغلى كالبركان بالفكر والفن، وهو محب للإنسان المجهول، متعاطف معه، قادر على فهمه، وهو يبحث عن الأشياء الأساسية فى الفن والحياة، ولا يهتم بالأشياء الثانوية، لذلك لم يدخل معارك أدبية، ولم يشتبك فى مناقشات حادة، وهو لا يهتم بالسياسة، وإنما يهتم بالحضارة، كما أنه مجدد أصيل، بمعنى أن التجديد عنده إضافة، وليس هدما وتدميرا.
مجمع الخالدين
وكتب الأديب نجيب محفوظ يقول: لا أظن أننى عرفت يحيى حقى قبل قراءة "قنديل أم هاشم"، وكانت قراءتى لها اكتشافا لعالم حى من الفن والجمال، وكانت اكتشافا لعملاق من عمالقة الأدب، وفى الحال أضفته إلى مجمع الخالدين الذي كنت من تلاميذه ومريديه وتكون من طه حسين والعقاد والمازني وهيكل وتوفيق الحكيم، شدنى وأمتعنى قنديل أم هاشم ورحت أسأل عن مؤلفه فعلمت أنه يعمل في السلك الدبلوماسى خارج القطر وأنه من كتاب القصة القصيرة،بعدها وقد أصبح فرضا على أن أقرأ جميع ما يكتبه يحيى حقى في المجلات والصحف والكتب لأنبهر بسحره الخاص وبراعته فى التصوير وعبيره الأنيق.