صاحب قنديل أم هاشم.. لماذا عرف الأديب يحيى حقى بنصير الغلابة
قالوا عنه إن ثقافته مزيج من باريس والقاهرة.. وفى كلماته رائحة عطور الحسين وبخور الغورية، وهو ضليع فى الترجمة فهو إذا ألَّف ترجم، وإذا ترجم ألَّف، ولد الأديب ورائد القصة القصيرة يحيى حقي عام 1905 في بيت صغير في درب الميضة بحي السيدة زينب بالقاهرة؛ لأسرة من أصل تركى، مسلمة متوسطة الحال ومن هنا كتب روايته الشهيرة قنديل أم هاشم وعرف بصاحب القنديل ومؤرخ البسطاء والغلابة.
ففى مثل هذا اليوم 9 ديسمبر 1992 رحل الأديب يحيى حقى عن عمر 87 عاما قضاها عطاء فى الأدب، وفى العمل الوظيفى الثقافي، حيث ترأس سنوات طويلة مصلحة الفنون فى مصر منذ تأسيسها.
البداية الادبية
بدأ تعليمه فى "الكتاب"، والتحق بمدرسة الحقوق دفعة توفيق الحكيم، وتخرج فيها ليعمل معاونا بالصعيد عام 1927، حيث عايش الفلاحين والبسطاء، فكتب مجموعته القصصية "صعيديات".
مع نهاية العشرينيات من القرن الماضى عمل يحيى حقى بالمحاماة فى الإسكندرية، ونشر سلسلة مقالات فى مجلة "المحكمة".
إلى أن قرأ إعلانا فى الصحف عن مسابقة لشغل وظيفة أمناء محفوظات فى القنصليات والمفوضيات عام 1929 وتقدم للامتحان ونجح، وعين فى القنصلية المصرية بجدة.
بعد ذلك صدر قرار بنقله إلى تركيا، وعندما ترقى إلى وظيفة سكرتير ثالث للإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية، عاد إلى مصر، وتزوج وأنجب ابنته الوحيدة "نهى"، ثم انتقل للعمل فى روما وبعدها باريس عام 1949، ونظرا لزواجه من أجنبية بعد وفاة زوجته الأولى أبعد عن السلك الديبلوماسي وعاد إلى القاهرة.
عبر عن غربته وافتقاده لمصر وهو في الخارج قائلا: "كنت دائم الحنين إلى تلك الجموع الغفيرة من الغلابة والمساكين الذين يعيشون على رزق يوم بيوم.. وحين عدت إلى مصر سنة 1949، شعرت بجميع الأحاسيس التي عبرت عنها في قصة قنديل أم هاشم.
ادارة مصلحة الفنون
وعندما أنشئت مصلحة الفنون، عين مديرا لها، ثم نقل مستشارا لدار الكتب وبعد أقل من عام قدم استقالته، وتولى بعد ذلك رئاسة تحرير مجلة "المجلة" منذ عام 1962 حتى عام 1970، وتعرف على نجيب محفوظ، عندما عمل مديرا لمصلحة الفنون، وكان محفوظ موظفا بها، واستمر بها حتى أغلقها السادات.
برع يحيى حقى في كتابة القصة القصيرة والرواية والمسرح والسينما والموسيقي وكان يكتب فى الفن التشكيلي أيضا ، وعرف برعايته للمواهب الجديدة من الشباب وفى مقالاته كان يعالج المشكلات الاجتماعية، بأسلوب رشيق، يميل إلى السخرية.
انشودة البسطاء
بدأ يحيى حقى الكتابة فى مجلة "الفجر" ثم توالت كتاباته فى صحف ومجلات مثل المساء، الهلال، التعاون، مجلة الإذاعة، ومنذ هذا التاريخ، وهو لا يقف إلا فى صف "الغلابة" يدافع عنهم وينتصر لهم ومن هنا وضع كتابه " انشودة البسطاء " ومن مؤلفات يحيى حقى أيضا: صح النوم، آه ياليل ياعين، سارق الكحل، البوسطجى، فكرة فابتسامة، عشق الكلمة، كناسة الدكان، تعال معى إلى الكونسير، باب العشم، عطر الأحباب وغيرها.
تكريمات مصرية ودولية
حصل يحيى حقي عام 1969 على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، كما منحته الحكومة الفرنسية عام 1983 وسام الفارس من الطبقة الأولى، ومنحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية اعترافا بقيمته الفنية الكبيرة، وكان واحدا ممن حصلوا على جائزة الملك فيصل العالمية فرع الأدب العربي عام 1990.