7 سنوات على رحيل سيدة الشاشة العربية.. سر حب فاتن حمامة للسادات وكراهيتها لمبارك
فرنسية الجسد، رشيقة العود صغيرة الملامح، منذ فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر وصمم والدها المدرس أحمد حمامة على إظهارها في الأفلام خاصة عندما علم أن المخرج محمد كريم يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" 1940، فعرضها حمامة عليه، واقتنع بها وبموهبتها ووقَّع عقدًا مع والدها لاحتكارها خمس سنوات، خاصة بعد أن جذبت المشاهدين في فيلم "يوم سعيد"، وأصبحت الممثلة فاتن حمامة.. ثم قدَّمها كريم في فيلم عبد الوهاب أيضًا "رصاصة في القلب".
يوسف وهبى
التحقت فاتن حمامة بالمعهد العالي للتمثيل عام 1946 بتشجيع من والدها، إلا أن الفنان يوسف وهبى عندما رآها وهى في الخامسة عشرة عَرض عليها دور ابنته في فيلم "ملاك الرحمة"، وبدأت فاتن حمامة تلفت نظر المنتجين والنُّقاد اليها، فقدمت أدوارًا في أفلام كرسى الاعتراف، اليتيمتين، ست البيت، حتى إنها قدَّمت في الأربعينات وحدها 30 فيلمًا، لكن حصرها المخرجون في أدوار الفتاة الفقيرة المسكينة الطيبة البريئة.
أما في الخمسينات، ومع بدايات ثورة يوليو، اتجهت السينما نحو الواقعية، وفضح العهد الماضى فقدمت دور طالبة الحقوق في الأستاذة فاطمة التي تتبنى قضية المرأة، وتبعها لك يوم يا ظالم، الله معنا، الباب المفتوح، إمبراطورية ميم، بين الأطلال، دعاء الكروان، نهر الحب، لا وقت للحب، موعد مع السعادة، أريد حلًّا، الخيط الرفيع، لا تطفئ الشمس، وفى عصر الانفتاح قدمت "يوم حلو ويوم مر"، حتى وصلت أفلامها لأكثر من 100 فيلم.
ثلاث زيجات
تزوجت فاتن حمامة ثلاث مرات، كانت الأولى في عام 1947؛ حيث تزوجت من المخرج عز الدين ذو الفقار أثناء تصوير فيلم "أبو زيد الهلالي" عام 1947 فى وقت زادت فيه الشائعات عن علاقتها بيوسف وهبى، وأسسَا معًا شركة إنتاج سينمائية قامت بإنتاج فيلم "موعد مع الحياة" عام 1954، وكان هذا الفيلم سبب إطلاق النقاد لقب سيدة الشاشة العربية عليها.. انتهت العلاقة مع ذو الفقار بالطلاق عام 1954، وتزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف، وكان الزوج الثالث الدكتور محمد عبد الوهاب، وامتد زواجهما أربعين عامًا حتى رحلت.
في مثل هذا اليوم 17 ينايرعام 2015، رحلت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بعد مشوار سينمائى طويل.
لكل فنان بصمته الخاصة في عالم الفن، أما هي فلا وصف لها؛ فقد كانت علامة مميزة في تاريخ مصر والوطن العربي كانت لها مكانتها عند الملوك والرؤساء وحصلت على التكريم من دول كثيرة.
ثروة قومية
في عهد الرئيس عبد الناصر غادرت فاتن حمامة مصر عام 1966 إلى 1971؛ احتجاجًا على الضغوط السياسية التي تعرَّضت لها، وعاشت متنقلة بين بيروت ولندن؛ حيث ساعدها الكاتب الصحفى علي أمين على الخروج من مصر، بالرغم من أن عبد الناصر وصفها بأنها ثروة قومية، ومنحها الوسام الفخرى إلا أنه طلب من زكريا محيى الدين السفر إلى حيث توجد فاتن حمامة، وعودتها إلى مصر، ولكنها لم تعد إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاته.
وفى عهد السادات قدمت فاتن حمامة أروع أفلامها، وارتبطت بعلاقة طيبة مع السادات وزوجته حتى إنها وصفته بالإنسان الطيب الجريء، وقدمت بناءً على طلبه فيلمًا يهاجم الزيادة السكانية هو "أفواه وأرانب"، أما في عهد مبارك فكانت قد بدأت تبتعد عن الأضواء، ولم تعجبها حال البلاد خاصة مع زيادة معاناة الفقراء وعلقت بأن الفقر في عهد مبارك وصل إلى حد لا يُطاق.
تفاؤل بمستقبل مصر
اعترضت على حكم الإخوان، وأشادت بالرئيس عدلى منصور على حسن قيادته للبلاد في المرحلة الانتقالية، وأيدت الرئيس السيسى فى سياسته ضد الإرهاب والفوضى، وكانت من داعمة له في حملته الانتخابية، وعندما التقى السيسى بالفنانين بعد انتخابه قالت له: أنا متفائلة بالمستقبل وأشعر أن هناك أملًا قادمًا لهذا البلد.