66 عاما على عرضه.. "شباب امرأة" أخطر أفلام صلاح أبو سيف.. رفضته فاتن حمامة وحاربه يوسف شاهين.. واحتفى به "كان"
فيلم دراما مصرية خالصة "شباب امرأة" فيلم احتل المركز السادس في قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، ووصفه النقاد بأنه أحد العلامات التاريخية في السينما المصرية، وهو أهم وأشهر أفلام المخرج صلاح أبو سيف عُرض في مثل هذا اليوم 9 يناير عام 1956.
يحكى الفيلم قصة شاب قادم من الريف إلى القاهرة لأول مرة من أجل دخول الجامعة، ويستأجر غرفة للإقامة قريبة من الجامعة في منزل المعلمة اللعوب صاحبة سرجة الزيت التي تُوقع بالشاب في حبالها فيترك الجامعة، ويعيش معها في الحرام.. ويقوم حبيب سابق للمعلمة - ضاع شبابه بسببها - بدفع المعلمة من اعلى السلم أمام ماكينة السرجة، وهى تدور فيدهسها الحصان وتموت المعلمة.
كتب سيناريو الفيلم الأديب نجيب محفوظ، مشاركة مع الكاتب أمين يوسف غراب وصلاح أبو سيف، إلا أن صاحب القصة أمين يوسف غراب رفض وضع اسمه على تترات الفيلم عند العرض، والغريب أن نجيب محفوظ ومخرج الفيلم صلاح أبو سيف تقبلَا ذلك على اعتبار أن غراب كاتب جديد في حاجة إلى المساندة والدعم، والغريب أن غراب بعد عرض الفيلم كتب القصة ثانية في رواية كاملة.
قصة شباب امرأة هي في الأصل قصة قصيرة كتبها أمين يوسف غراب، كتب لها السيناريو نجيب محفوظ، واختار أسماء الأبطال ومنها اسم (شفاعات)، وأخرجها صلاح أبو سيف في فيلم سينمائي عرض على الجماهير، ثم بعد هذا كله كتب غراب رواية طويلة بنفس الاسم.
اختيار شادية
فيلم "شباب امرأة" بطولة تحية كاريوكا، شادية، وعبد الوارث عسر، شكري سرحان، وعباس الدالي، وسليمان الجندي، سراج منير.
وحول هذا الفيلم تقول بطلته تحية كاريوكا التى قدمت فيه شخصية "شفاعات": "وافقت على القيام ببطولة الفيلم دون أن أعرف حجم الدور وطبيعته ودون أن أعرف الأجر أيضًا، كما أننى اخترت صديقتى شادية لتمثيل دور سلوى فى الفيلم بعد أن رفضته فاتن حمامة لصغر حجم الدور، ورشحت شادية لصلاح أبو سيف وصممت عليها، ونجحت شادية وتقاضت 2000 جنيه عن دورها، بينما تقاضيت أنا 500 جنيه وشكرى سرحان 300 جنيه".
موهبة صلاح أبو سيف
وتعلق شادية على الفيلم قائلة: شباب امرأة واحد من أهم أفلام المخرج صلاح أبو سيف، وعبقريته جعلته يشارك في مهرجان كان السينمائي الدولي، كأحد سبل الاعتراف بموهبة وتفرد صلاح أبو سيف، إلا أن في هذا الفيلم أخذت قرارا بالتمرد على دور البنت الدلوعة أو الساذجة العبيطة التي تشارك في الأفلام للتسلية، وتكلمت كثيرا مع صلاح أبو سيف فكان الفيلم محطة للتغيير في أفلامى.
ولمشاركة فيلم "شباب امراة" في مهرجان "كان" قصة، فقد شاركت به مصر في مسابقة مهرجان كان السينمائى، لأنه عرض من قبله 14 فيلما لكن لم يصادفها الحظ، وخرج الجمهور قبل انتهاء العروض، وكان هناك تخوف من فشل فيلم "شباب امرأة".
إقبال شديد على الفيلم
وحدث أن الفيلم المصري نال قبولا كبيرا، وجلس الجمهور على حافة مقاعدهم يتابعون أحداث الفيلم في اهتمام شديد، ثم انقلب الاهتمام مع نهاية الفيلم إلى تصفيق حاد لا ينقطع، وخرج النقاد الفنيون في اليوم التالي يتحدثون عن فيلم صلاح أبو سيف المخرج المصرى.
وعلق أبو سيف على الفيلم قائلا: إن الفيلم جاء من فكرة راودتني وعرضتها على أمين يوسف غراب فأعجبته، وشارك فى كتابة سيناريو الفيلم مع نجيب محفوظ وسيد بدير الذى كتب الحوار، وبعد نجاح الفيلم فى مصر رشحته لجنة المهرجانات برئاسة الأديب يحيى حقى لمهرجان كان السينمائى عام 1956، وعند إرسال الفيلم اعترضت الرقابة بحجة أنه يسيء إلى سمعة مصر، وتدخل المخرج يوسف شاهين معترضا على الفيلم، وترشيح فيلمه "صراع فى الميناء" بطولة عمر الشريف وفاتن حمامة بدلا منه.
وأضاف ابو سف: اتهم يوسف شاهين فيلم "شباب امرأة" بالاقتباس من قصة اخرى، وانها ليست قصة تعبر عن الواقع المصري، ورغم ذلك استطعت الحصول على الموافقة بسفر الفيلم الى كان، وسافرنا أنا والأديب يحيى حقى وكان رئيسًا لمصلحة الفنون، وتحية كاريوكا التى حضرته بالملاية اللف لحضور العرض هناك، ثم كانت واقعة المشادة التى وقعت بين تحية والممثلة الأمريكية سوزان هيوارد التى تطاولت على العرب فى حضورنا، فما كان من تحية إلا أن اشتبكت معها، واضطرت إدارة المهرجان إلى الاعتذار لنا، وقبل عرض الفيلم هاجمه النقاد لأنه من بلد جمال عبد الناصر، وعرض فيلم "شباب امرأة" وحصل على جائزة باسم "روح الفكاهة" المخصصة من المهرجان.