المهم أن يترجم النجاح لأرقام!
تطوير المنظومة التعليمية يقوم عليه وزيرا التربية والتعليم والتعليم العالي، وهما يملكان بلاشك رؤية واعية بمتطلبات ذلك الإصلاح وغاياته، ويخطوان على طريقه خطوات منتظمة متدرجة تجعل التغيير مسألة قابلة للحياة والتطور.. ويبقى أن يرى الناس ذلك واقعًا يترجم النجاح لأرقام وترتيب متقدم في قوائم التصنيف العالمية المختلفة لجودة التعليم وتقدمه.. إلا لا معنى للتطوير.
ويبقى أمام الوزيرين أن يصلا بالتطوير وتحسين الأداء إلى المستويات الأدنى في تلك المنظومة؛ حتى يكونا جزءًا من الحل وليس جزءًا من المشكلة، وحتى يتحقق ذلك فلابد أن يعيا أولًا فلسفة الرؤية الإصلاحية ويؤمنا بحتمية نجاحها وألا ينظروا إليها بحسبانها عبئًا لا طائل منه ولا مردود له على حياتهم فيضعا العقبات في طريقها ويعوقا وصولها لغايتها المنشودة.
العبرة كما يقولون بحسن الاستهلال أو ضربة البداية؛ فكلما كانت البدايات صحيحة وموفقة كان النجاح من نصيب سائر الخطوات والمراحل.. كما أن الإقناع والقبول والحافز شرط للقبول وتحمل أعباء الإصلاح من جانب القائمين على التعليم والصحة.. وفرق كبير بين أن يضطر هؤلاء للعمل صاغرين وبين أن يقبلوه طائعين مرحبين.. فهنا تتولد الهمة والنشاط والحيوية والإبداع من حيث لا تتوفر هناك.
وتجارب الماضي والحاضر في حياة الأمم والشعوب تقول كلها بوضوح وحزم إنه ما من دولة تقدمت إلا عبر التعليم الناجح والعلم النافع والبحث العلمي الرشيد المثمر والصحة العفية.. وبنظرة عابرة لدول مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة والفلبين واليابان وهونج كونج وماليزيا مثلًا ندرك أن منطلقات النجاح واحدة وهي العلم والروح الوطنية المتحفزة ولا شيء غيرهما..
وكلها نماذج جديرة بالاستلهام في مصر التي تملك الآن خريطة وأجندة واضحة لتحسين التعليم والارتقاء بالصحة والبحث العلمي، وهو ما ينبغي أن يتوازى معها رؤية الوزراء المعنيين وحماسهم لتجاوز عقبات الروتين والبيروقراطية العتيقة لتحقيق نجاح مستحق تتوفر له إرادة وحماس من القيادة السياسية ورؤيتها النافذة للنهضة والتطور والمستقبل الواعد لمصر.