ذكرى ميلاد شفيق جلال.. صبي العالمة الذي تمرد على صنعته الحقيقية ليصبح ملك الموال
مطرب شعبى خفيف الدم، هو نجم الموال الشعبى ولقب بأستاذ الموال، في مثل هذا اليوم 15 يناير 1929 ولد الفنان شفيق جلال بحى الدرب الأحمر ولأن والده كان عازفا في المسارح عمل على ضم ابنه منذ صغره مطربا بالأفراح والصالات فقدمه إلى بديعة مصابنى ليغنى المونولوج فى صالتها بين فقرات برنامج الصالة، وكان عمره 9 سنوات، مما ساعد على إقبال الجمهور عليه هو قيامه بتقليد صالح عبد الحى ومحمد الكحلاوى ومحمد عبد المطلب في فواصل كوميدية ضاحكة.
امتهن شفيق جلال في بداية حياته حرفة صناعة الأحذية للحصول على دخل ثابت إلا أن حبه للغناء طغى عليه مستغلا حلاوة الصوت الذى ورثه عن أبيه ليعمل في الغناء بالملاهى والأفراح والموالد.
تقدم شفيق جلال إلى أحد برامج الهواة فى الاذاعة وغنى موال باسم "ياعم جمال" يقول فيه "ياعم جمال ياشايل الحمال.. قولي مسافر وين، وإن فت ع الأحباب..خد للحبيب جواب، مكتوب بدمع العين.. يا عم جمال"، ونتيجة لهذا الموال اعتمدت الإذاعة شفيق جلال مطربا للموال عام 1943.
وفى إحدى الحفلات على مسرح سينما الحلمية غنى ضمن دعاية لاحد مرشحى البرلمان، وسمعت عنه المنتجة عزيزة أمير وأرسلت تبحث عنه، والتقى شفيق بالمنتجة التى عرضت عليه الغناء والتمثيل فى فيلم "سر طاقية الاخفاء" ونجح الفيلم، فتعاقدت معه على فيلمين آخرين هما "تاكسى حصاوى " عام 1948 الأستاذة فاطمة عام 1952 .
اشتهر شفيق جلال بتقديم الاغانى الشعبية مرتديا الجلابية والطاقية البلدى وخاتم كبير في اصبعه، فغنى شيخ البلد خلف ولد، بنت الحارة يابنت الحارة، ياحسرة عليها ياحسرة عليها التي كتبها بيرم التونسى وقدمت ضمن أحداث فيلم ريا وسكينة، واغنية أمونة بعتلها جواب، أمونة متردى على، وموال الأصيل الذى يقول فيه: خسيس قال للأصيل تعالى اشتغل عندى خدام، تأكل وتشرب وتبقى من ضمن الخدم، ضحك الاصيل وقال إخص عليك يا زمان حوجتنى للى مالهوش أمان.
وقال شفيق جلال في موال الصبر: انا بعلم الصبر يصبر على حبيب جارنا/و بقول ياصبر صبرك حتى يجي في يوم جارنا/ قال يا خوخ خانونا الحبايب واحنا لم خنا.
حكاية القدر
ورغم كل هذه النجاحات الا ان شفيق جلال ظهر في الحفلات في فقرات صغيرة من فقرات المطربين الكبار حتى عام 1961 حينما تأخر عبد الحليم حافظ عن حضور احدى الحفلات فكان شفيق جلال المنقذ عند منظمى الحفل ومن هنا كانت انطلاقته الفنية.
حكايتى مع الزمان
بعد سنوات اكتشفه المخرج حسن الإمام وقدمه فى ثلاثة أفلام كانت سر انتشاره هى “ خلى بالك من زوزو، حكايتي مع الزمان، أميرة حبى أنا”، حيث أجبره حسن الامام على التخلي عن الجلابية والطاقية وارتدى بدلا منها الباروكة والبدلة.
من الأفلام التى شارك فيها والتى زادت عن 70 فيلما منها: حافية على جسر الذهب، ممنوع في ليلة الدخلة، الآنسة حنفي، رجال لا يعرفون الحب، شلة الأنس، كابوريا، زنقة الستات، بمبة كشر، بديعة مصابنى، بالوالدين احسانا، وغيرها من الاعمال السينمائية إلا أن أدواره فيها متشابهة وكلها انحصرت فى المطرب الشعبى، أو صبى العالمة في مجتمع الراقصات، ولأنه كان لا يقرأ ولا يكتب كان يقتسم الأجر بينه وبين شخص يحفظه الاغانى التي يغنيها.
زنقة الستات
في عام 1995 قدمه الفنان نور الشريف في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبى " بشخصيته الحقيقية مشاركا في احدى حلقات المسلسل، تبعه مشاركته في دور مطرب في فيلم زنقة الستات، ليسقط بعدها فريسة للمرض ويرحل عام 2000 عن 71 عاما.
