في ذكرى رحيلها.. صفية زغلول أول من قاد الحركة النسوية في مصر.. والشعب لقبها بـ أم المصريين
ستة وسبعون عاما مرت على رحيل واحدة من رواد الحركة النسوية وحقوق النساء فى مصر، زوجة سعد زغلول التي شاركته نضاله الوطنى وعملت بجهد كبير لنشر الوعى بين المصريين عامة والسيدات المصريات خاصة.. إنها صفية زغلول " أم المصريين".
ولدت صفية زغلول عام 1878 لعائلة ارستقراطية فوالدها هو مصطفى فهمي باشا، من أصل تركى وكان من أوائل رؤساء وزراء مصر منذ عرف نظام الوزارة بمصر في أوائل القرن التاسع عشر.
تزوجت سعد زغلول قائد ثورة 1919 بمصر وحينما تزوجته لم يكن سوى قاضيًا مصريًا ولكن عندما دخل المعترك السياسي ساعدته ووقفت بجانبه في الشدائد ولقبت بصفية زغلول نسبة إلى زوجها سعد زغلول، ولقبت بأم المصريين بسبب دفاعها المستميت عن القضية العربية بشكل عام والقضية المصرية بشكل خاص وأطلق عليها هذا اللقب عندما ألقت السكرتيرة الخاصة بها بيان على المتظاهرين حينها هتف أحد المتظاهرين بأم المصريين ومنذ ذلك الحين وهي تلقب بأم المصريين.
خلع النقاب
كان خلعها للنقاب لحظة وصولها الإسكندرية وظهورها من دونه في المحافل العامة والصور هو المرحلة الأولى لخلع النقاب عن فتيات مصر حيث طلب سعد من بعض النساء اللاتي حضرن خطابه أن يقمن بخلع النقاب وهو الذي شجع نور الهدى سلطان الشعراوي والملقبه بهدى شعراوي التي كوّنت الاتحاد النسائي أن تخلع النقاب ومن ورائها العديد من النساء.
نضال صفية زغلول
شاركت صفية زغلول في الخوض في الكثير من المواجهات التي حصلت مع الإنجليز بجانب سعد زغلول، وكان لها أثر كبير في ظهور العديد من الشعارات والتنديدات، بالإضافة إلى قيام المصريين بتتويجها بأم المصريين، بعد رحيل سعد زغلول عن مصر، وبعد ذلك تم إصدار بيان قُرأ على عدد كبير من المتظاهرين، والذي ينص على: "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعدًا ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أمًا لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".
أم المصريين
وبعد أن ألقت سكرتيرة صفية زغلول هذا البيان على المتظاهرين هتف أحد قادة المظاهرة قائلا: "تحيا أم المصريين"، ومن يومها أصبح لقب السيدة صفية زغلول هو "أم المصريين"، وبقي هذا اللقب مرتبطا بها إلى الآن وبعد رحيلها في منتصف أربعينيات القرن الماضي، أي منذ أكثر من سبعين سنة، أكدت الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات أن صفية زغلول كانت نموذجا للمرأة المصرية التي كانت مساندة ومناضلة لزوجها قي كل ظروف ومحن حياته وتحدت الجميع وأعلنت بكل شجاعة أنها تعتبر نفسها أمًا لكل المصريين الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية.
رمز نجاح المرأة المصرية
صفية زغلول كانت رمزًا لمشاركة النساء في الثورات، فتقدمت صفية، صفوف الثوار المصريين اثناء حياة زوجها وأيضًا بعد وفاته، حيثُ قادت المظاهرات النسائية وشاركت فى تكوين هيئة وفدية من النساء عام 1919، بهدف تحقيق المطالب القومية للمرأة المصرية.
كانت صفية زغلول رمزًا لنجاح المرأة المصرية، حيث ألهبت صفية بحماستها السيدات اللاتى اعتدن التجمع فى منزل سعد زغلول للتأكيد على مطالبهن والتى جاءت على رأسها تعليم المرأة حتى مرحلة الجامعة، والسماح لها بالانخراط فى العمل السياسى، وتكوين الأحزاب، والإسهام فى دفع عملية التنمية والإصلاح.
حياتها بعد وفاة سعد زغلول
وبعد رحيل سعد زغلول، عاشت صفية عشرين عامًا لم تتخل فيها عن نشاطها الوطنى لدرجة أن رئيس الوزراء وقتها "إسماعيل باشا صدقى"، وجه لها إنذارا بأن تتوقف عن العمل السياسى ولكنها لم تتوقف عن ذلك بالرغم من جميع المحاولات.