رئيس التحرير
عصام كامل

في سيناء.. ممنوع الزواج والسمك والجلسات العرفية في رمضان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على الرغم من أن الكثير من القبائل البدوية، قد أصابتها الحداثة، إلا أن لرمضان طبيعة خاصة جدا عند البدو فهم يستطلعون هلاله من أعلى القمم الجبلية والمناطق الخلوية المرتفعة ومع ذلك يلتزمون بالرؤية الشرعية التي تقوم بها الأجهزة الرسمية، وبالرغم من أن عاداتهم لا تقل أهمية في رصد هلال رمضان عن الأجهزة الحديثة فلديهم مقولة لم تخطئ قط وهي أن خامس الصوم صوم بمعنى أنه إذا صام الإنسان في العام السابق مثلا يوم السبت فعليه أن يعد خمسة أيام ليكون الصيام هذا العام الأربعاء مثلا.


وعند ثبوت الرؤية تعلق الزينات وترفع الأعلام البيضاء للتعبير عن الفرحة باستقبال شهر رمضان، وطيلة شهر رمضان يحرص أبناء البادية على فتح المقاعد والدواوين للإفطار الجماعي كنوع من التكافل الاجتماعي حيث يصطحب كل رجل أطفاله لتعويدهم على ذلك، ولا يبقى في المنزل سوى السيدات والفتيات والشيوخ كبار السن، فيتناول الجميع الإفطار معا، أما الضيف فيكون له اهتمام خاص، حيث تترك له مائدة مستقلة.

ويسبق إعداد الإفطار إشعال النيران والمواقد المتوهجة، حتى يقبل عليها السائرون أو من يكون تائها في الصحراء.

ومن عادات الشهر الكريم في سيناء أن توقف الخطبة أو الزواج إلى ما بعد انتهاء الشهر الكريم حرصا على حرمة الشهر الفضيل كما يتم إيقاف جميع المشاكل، والقضاء العرفي يقف تماما عند هذا الشهر فلا نجد إنسانا يقوم برفع دعوى للمجلس القضائي إلا إذا كانت حادثة قتل فيتم فيها رمي ما يسمى بالوجوه ثم تؤجل الجلسة لبعد العيد وتعني ألا يتعرض أحد من أهل المجني عليه على أحد من قبيلة الجاني مراعاة لحرمة الشهر.

والطعام في هذا الشهر يكون من الفطائر المصنوعة من الطحين والسمن إضافة إلى الفتة وفوقها الأرز واللوز وحمص الشام واللحم، ولا يأكل أهل سيناء السمك في رمضان، ويجلس كل فرد في أقل مساحة ممكنة حتى يكون هناك متسع لآخرين، ويتم تناول الطعام باليد اليمنى ودون استخدام ملاعق سوى للضيوف فقط، وأن يتناول كل فرد الطعام من الجهة المقابلة ولا يتعدى على باقي الجهات.

وبعد الإفطار تترك المائدة ولا يرفع عنها الطعام حتى بعد صلاة التراويح تحسبا لوصول أي ضيف أو عابر سبيل أو مار على الطريق ولم يفطر.
الجريدة الرسمية