مرض تاريخي.. شهوة الاستعلاء بالدين عند الإسلاميين
واحدة من الأمراض المستعصية عند التيارات الدينية شهوة الإستعلاء بالدين، التسخيف من قدر الآخر، والاستمتاع بإظهار جوانب ضعفه العقائدي، ولاتقنع هذه التيارات أن قضية التفقه في الدين من الأمور الشخصية للإنسان، الهدف منها إقامة علاقة خاصة للغاية بين العبد وربه لاشأن لأحد فيها.
ملامح الفكر المتطرف
بحسب مرصد الأزهر للفكر المتطرف، تمثل ثنائية فوقية «الأنا» أو دونية الآخر، إحدى أكبر الأفكار الرئيسة التي يقوم عليها وينشرها الفكر المتطرف أيًّا كان توجهه.
أضاف: تبرز لدى المتطرفين فكرة أن جميع المؤمنين بالأديان الأخرى أقل شأنًا وأحط منزلةً، مع أن الواقع يؤكد أن هذه الممارسات تتشابك وتتداخل.
لافتا إلى أن التيارات الإرهابية تعمل على الاستدعاء السلبي الدائم لثنائية تميز "الأنا" ودونية الآخر.
تابع: تحاول التيارات الدينية بشكل تعسفي استحضار التاريخ ليكون حاكمًا على الواقع ومحركًا له؛ وتخطي الدين إلى المجالات الفكري والمجتمعي والسياسي إلى غير ذلك.
داعش والإسلاميين
أردف: تنظيم مثل داعش الإرهابي، لا يختلف عن غيره من التنظيمات الإرهابية، التي تزعم أنها الممثِّل الحصري للإسلام، فتستدعي آراء فقهية وتفسيرات دينية كان لبعضها ما يبررها سياسيًّا واقتصاديًّا في ظرفها التاريخي بشكل متعسف.
أضاف: لكن بانقضاء زمنها وظرفها أصبحت تاريخًا في سياق تطور تعاطي إبداعات الفقهاء والساسة مع ظروف عصرهم، والتي كان يمثل فيها الدين قبل قيام مفهوم الدولة الوطنية القائمة على الرابط الجغرافي والقومي، الرابط الرئيسي للاجتماع الإنساني.
استكمل: تنظيم "داعش" الإرهابي يمثل الوجه الآخر من التطرف، فقد ساعدت جرائم وممارسات تنظيم "داعش" الإرهابي -وغيره من الحركات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة- على الربط بين الإسلام والإرهاب.
أردف: بنظرة سريعة على جرائم تنظيم "داعش" نجد أنه مارس أبشع الجرائم في حق الآخر الديني، فكانت جرائمه المفجعة بحق مسيحي الموصل وغيرهم من شيعة وإيزيديين وسريان، وكذا بحق الآخر الفكري، وهو ما تجلى في ممارساته الإجرامية العديدة مع كثير من المسلمين الذين يختلفون معه فكريا.
أضاف: التنظيم مارس التمييز في حق الآخر وتوسع في التكفير لدرجة أنه مارس هذه البلطجة على بعض أشباهه من التنظيمات الإرهابية الأخرى، وقد سارع الأزهر في حينها إلى رفض تلك الأعمال والتنظيمات جملةً وتفصيلًا.
اختتم: الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، أكد في المؤتمر العالمي لمكافحة الإرهاب الذي عقده الأزهر الشريف في أوج سطوة تنظيم "داعش" الإرهابي عام 2014، أن الجماعات والتنظيمات ترتكب هذه الجرائم البربرية النكراء وتتخفى برداء الدين الحنيف وأطلقت على نفسها اسم الدولة الإسلامية في محاولة لتصدير صورة إسلامهم الجديد المغشوش" للتغطية على جرائمهم الإرهابية واعتداءاتهم الوحشية بحق الآخر الحضاري والديني في دول العالم المختلفة.