بعد سقوط الإسلاميين.. هل انتهى حلم دولة الخلافة للأبد؟
قبل 10 سنوات كان الحديث عن دولة الخلافة حلم شرائع واسعة من الجماهير، التي لم تتعود على سماع خطاب آخر غير خطاب الإسلاميين بمختلف ألوانهم وأشكالهم، لكن بعد تولي التيارات الدينية السلطة، وظهور جملة من الأزمات التي كادت أن تنهي على الدول بشكلها المعروف الكل أصبح يرى الفكرة كارثية وخطر على الدولة.
الإرهاب والتطرف
يرى صادق ناشر، الكاتب والمحلل السياسي، أن قضية الإرهاب والتطرف التي تتأسس على حلم هؤلاء بدولة الخلافة واحدة من أكبر العقبات التي تواجه مسار المنطقة.
وأوضح ناشر أن تواجد هذه الأفكار في البلدان العربية يهدد كيان الدول نفسها، ويعرضها لأخطار غير مسبوقة، موضحا أن البؤر الإرهابية التي ظهرت في العديد من البلدان وخاصة سوريا والعراق جرى مواجهتها بمنتهى الحسم، والقضاء المستمر عليها بجانب القضاء على الجماعة الأم في مصر والعديد من البلدان الأخرى.
المرتزقة الأجانب
تابع: هناك ما لا يقل عن 20 ألف مقاتل ومرتزق أجنبي في الأراضي الليبية، قد يسببوا أزمة خطِرة مع استمرار تدفق الأسلحة إلى البلاد، فضلا عن إعاقة طريق الحل لبلاد مزقتها الحرب الطاحنة المستمرة فيها منذ تسع سنوات، وكذلك في سوريا، متسائلا: ماذا لو تسللت هذه الآفة إلى البلدان العربية واستطاعوا تدمير بنية الجيوش الوطنية.
واختتم: الخلافة لم تعد الحل، بل مجرد طرحها لم يعد خيارا يناسب إلا المتطرفين وأنصار الحل الديني الذي أثبت فشله على جميع المستويات.
والخلافة مصطلح يطلق على نظام الحكم المتبع في الشريعة الإسلاميّة، حيث تقوم الدولة الإسلاميّة باستخلاف قائد مسلم ليقوم بحكمها وفقًا لتعاليمها دون التزم بأسس الدولة المدنية الحديثة أو الديمقراطية بشكلها المعروف حاليا، كما أن الخلافة بشكلها القديم لم يطبق في أي دولة إسلامية منذ سقوط الخلافة العثمانيّة عام 1924.
وسميت الخلافة بهذا الاسم لأن الخليفة أو قائد المسلمين يخلف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الإسلام في شأن قيادة المسلمين والدولة الإسلاميّة، والهدف الأسمى من الخلافة يتمثل في حمل رسالة الدعوة إلى البلدان التي لاتدين بالإسلام، وهذه المفاهيم تغيرت كليا مع تسيد مفاهيم المواطنة جميع بلدان العالم، وأصبح الدين أمر شخصي، لايخص إلا العبد وعلاقته بربه.