السيد بدير.. كبير الرحيمية الذي قدم ابنيه فداء للوطن
أطلق عليه النقاد لقب سيد كتاب الحوار في السينما.. طرده الملك فاروق من الإذاعة لتقديمه تمثيلية تحكى قصة حاكم طاغٍ، وعاد إلى الإذاعة بعد ثورة 23 يوليو، هو صاحب مواهب متعددة تمثيلا وإخراجا وكتابة للسيناريو والحوار في مجال السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون، ولد السيد بدير في مثل هذا اليوم 11 يناير 1915، اشتهر بتقديم دور عبد الموجود بن عبد الرحيم كبير الرحيمية.
تخرج السيد بدير من كلية الطب البيطرى، وترك العمل في تخصصه ليعمل بالفن الذي عشقه منذ صغره، كانت أول أدواره على المسرح في دور السجان في رواية "الاستعباد"مع يوسف وهبى، أخرج بعدها أكثر من 400 مسرحية.
السيد بدير هو "الفنان الشامل"، "متعدد المواهب"، "أحد رواد الواقعية في السينما المصرية"، "أبو الأبطال"، كل هذه الألقاب تتحدث عن فنان واحد فقط، وهو "السيد بدير"، نجم الكوميديا والمخرج المسرحي والإذاعي، صاحب الأجواء الشعبية الحقيقية والمؤلف الواقعي.
أول دور له في السينما هو دور المأذون في فيلم "العزيمة "، أما آخر أفلامه كان فيلم "السلخانة" عام 1982، بينما قدم 88 فيلما ومسلسلا، و82 سيناريو سينمائيا، كان أولها سيناريو فيلم "وحيدة " عام 1944: كتب وأخرج ما يزيد على 300 مسلسل إذاعي حتى إنه عين مديرا لقطاع التمثيليات بالإذاعة.
مسئول المسرح والسينما
آخر منصب تولاه السيد بدير رئيسا لمؤسسة السينما والمسرح والموسيقى بدرجة وكيل وزارة، وعمل حتى آخر نفس في حياته، وحصل على وسام الجمهورية من جمال عبد الناصر عام 1957 وجائزة الدولة التقديرية مرتين عامي 1961 والأخرى عام 1988 بعد رحيله عام 1986.
بدأ حياته مدرسا بمدرسة رقى المعارف الثانوية بشبرا وكانت أولى تجاربه الفنية على المسرح المدرسي من خلال مسرحية "الناصر صلاح الدين ومملكة أورشليم"، وكانت أولى محاولاته في الكتابة في فيلم "تيتاوونج" عام 1937، ثم تبعه "شيء من لا شيء"، ومن هنا التفت إلى موهبته المخرج صلاح أبو سيف، فطلب منه كتابة سيناريو وحوار فيلم ''دايما في قلبى " الذى كان بداية تعاون طويل بينهما، قدم خلال مشواره الفني أكثر من 200 سيناريو وحوار، منها جعلونى مجرما، ابن حميدو، بياعة الخبز، شباب امرأة، فتوات الحسنية، رصيف نمرة 5، وكان آخر أفلامه فيلم السلخانة عام 1982 أصيب بعده بالمرض وضعف النظر.
كبير الرحيمية
وكانت شخصية عبد الموجود بن عبد الرحيم بيه كبير الرحيمية قبلي، بمثابة قدم السعد عليه ـ كما يقولون ـ التي أسندها إليه المخرج عباس كامل، فكانت سبب شهرته ومعرفة الجمهور به، وتعلقت بأذهانهم إلى حد أنهم عرفوه بعبد الموجود.
اتجه إلى الإخراج فأخرج ما يزيد على 20 فيلما أشهرها: "الزوجة العذراء، غلطة حبيبي، أم رتيبة، حب وخيانة، وكان أول فيلم من إخراجه "أرملة في ليلة الزفاف" في عام 1974.
مسرح التليفزيون
وفى المسرح ساهم في انشاء مسرح التليفزيون الذى كان مكونا من 14 فرقة وقدم أكثر من 400 مسرحية تأليفا وتمثيلا وإخراجا من أشهرها: "حبيبي كوكو، مراتي قمر صناعي، الزوج العاشر".وفى الإذاعة قدم مايزيد على ألفى عمل إذاعى متنوع أشهرها مسلسله "ما يعجبنيش" ومسلسل القيثارة الحزينة بطولة نجاة الصغيرة ونزار قبانى وكمال الشناوى.
رحيل الأبناء
تزوج السيد بدير من المطربة شريفة فاضل وأنجب منها ابنه سيد ضابط القوات المسلحة الذى استشهد أثناء حرب أكتوبر 1973 وغنت له شريفة فاضل أغنيتها أم البطل التي كتبتها نبيلة قنديل، وكان متزوجا من قبلها من ابنة عمه التي أنجب منها ابنه الدكتور سعيد العالم في مجال الأقمار الصناعية الذى قتل رميا من الشرفة بعد عودته من ألمانيا وذلك بعد رحيل السيد بدير بثلاث سنوات.