هنا شرم الشيخ.. الرئيس يفتتح منتدى شباب العالم.. منصة حوار وتواصل بين الشباب.. يطالب بالعمل المشترك من أجل الإنسانية والسلام
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي انطلاق فعاليات النسخة الرابعة من المنتدى قائلًا: "يشرفني بحضور هذا الجمع الفريد والمتميز أن أعلن عن انطلاق النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم...على الخير اجتمعنا ومن أجل المستقبل نعمل... بسم الله نبدأ".
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسيدة حرمه، وصلا لافتتاح النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم في مدينة شرم الشيخ، تحت شعار «العودة معًا»، حيث يستضيف المنتدى نخبة من الشباب من 196 دولة من قارات؛ أفريقيا، أوروبا، آسيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية، وتستمر فعاليات المنتدى حتى 13 يناير الجاري.
بدأت الجلسة الافتتاحية بتقديم من سارة بدر، المتحدثة باسم منتدى شباب العالم، والتي رحّبت بضيوف المنتدى اليوم وسط أجواء من البهجة، حيث لبى شباب العالم دعوة شباب مصر للتعبير عن آرائهم والخروج بمبادرات ومقترحات في حضور نخبة من رؤساء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة، لكي ترسل مصر من خلاله رسالة سلام وأمان وازدهار للعالم أجمع.
ورحب أحد روبوتات المنتدى بالرئيس عبد الفتاح السيسي وزعماء العالم ومن الشباب الحضور من مُختلف القارات، كما أعرب الروبوت عن السعادة بالتواجد طوال أيام المنتدى.
استهلت الجلسة الافتتاحية بكلمة "أنطونيو جوتيريش"، الأمين العام للأمم المتحدة عبر الفيديو كونفرانس، والتي حث فيها الشباب على تجديد الأفكار والوصول إلى حلول لبناء مستقبل العالم، كما حث قادة العالم على ضرورة الاستماع لهم.
وتابع "جوتيريش" عبر الفيديو كونفرانس، بأن الأزمة أثّرت على الشباب كثيرًا على الجانب النفسي، وفي الوقت ذاته كانوا قادرين على مؤازرة بعضهم البعض في إعادة البناء والخروج من هذه الجائحة أقوياء إلى ضرورة بناء مستقبل أفضل بدءًا من اليوم بفضل الشباب المتواجد المشارك في هذه النسخة من المنتدى، مختتمًا كلمته بالتأكيد على أن الشباب لديه ما لا ينضب من الأفكار والحلول المبتكرة.
فيما أكد "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، رئيس منظمة الصحة العالمية، على أن المنظمة لا تدخر جهدًا لدعم الشباب الذي يجب أن يكونوا جزء لا يتجزأ من المنظومة العالمية، وتابع حديثه معربًا عن أمله في أن يكون عام ٢٠٢٢ عامًا تشهد فيه الجائحة نهايتها.
واستهل "ديفيد مالباس"، رئيس مجموعة البنك الدولي، كلمته الافتراضية بتوجيه الشكر للقائمين على المنتدى، مؤكدًا على أن العالم لديه قدر هائل من التحديات التي يلعب الشباب دور هام في التعامل معها، وبخاصة ما يتعلق بالقضاء على الفقر وتعزيز التنمية، مشيرًا إلى أن الجائحة أثرت بالسلب على فرص العمل والشمول الاجتماعي والتعليم، وأضاف بأن العالم تكبّد خسارة قدرها سبعين مليون تريليون دولار من إجمالي الناتج المحلي العالمي بسبب فيروس كورونا.
واختتم "مالباس" كلمته بالتوصية بضرورة تمكين سوق العمل من توفير فرص عمل مستدامة، وتعزيز البيئة التشريعية للعمل، بالإضافة إلى وجوب تفعيل الشمولية والصمود في البيئات الهشة جنبًا إلى جنبٍ مع تمكين الاقتصاد الأخضر الذي من شأنه أن يوفر فرص عمل كثيرة للشباب. مشيًرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تُعد الأكثر نُدرة في الموارد، ولذا ينبغي العمل على بناء القدرة على الصمود لكي تظل المنطقة في الصدارة.
وألقت "جاياثما ويكراماناياكي" مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب كلمتها التي استهلتها بالإعراب عن السعادة بالانضمام لشباب العالم من أجل نشر السلام والمحبة والتناغم بين شباب العالم، وأشارت خلال كلمتها إلى أن أزمتي كورونا والمناخ تذكرنا دائمًا بضرورة العمل على تحقيق التنمية وتخطي التحديات بفضل الشباب ومجهوداتهم نحو صياغة مستقبلٍ أفضل، واختتمت كلمتها بأهمية وضع توصيات لكيفية العمل معًا من خلال التضامن مع الأجيال الشابة، مؤكدةً على أن الشباب هم الأقدر على مواجهة تحديات المرحلة الراهنة آملين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
وخلال فعاليات الجلسة الافتتاحية، تم عرض فيلم تسجيلي تظهر فيه مشاهد الحياة منذ عامين قبل انتشار الجائحة، حتى جاء الفيروس العابر للحدود ليصيب العالم بأسره لتصبح كلمة "Positive" هي الكلمة الأكثر سلبية عالميًا، مرورًا بجهود منظمة الصحة العالمية مع الحكومات للسيطرة على الوضع، وفي ظل موجات جديدة من الفيروس، يتأرجح العالم بين الفتح والإغلاق نظرًا لعدم انتهاء الأزمة، وأوصي الفيلم التسجيلي في النهاية بضرورة رفع الروح المعنوية واستكمال الحياة واستمرار الابتسامة والتفاؤل.
ألقت الفنانتين مريم الخشت، ورنا رئيس، والإعلامي أحمد سلامة كلمة ترحيبية، أشاروا فيها إلى أن الإنسانية كانت من قبل قد دخلت في دوّامة من الصراعات والحروب وهناك خشية من أنه قد تعود إلى تلك الصراعات بعد انتهاء الوباء، وأوصوا شباب العالم بضرورة تجنب ذلك السيناريو والحفاظ على السلام والمحبة.
وتلي ذلك عرضًا افتراضيًا للعالم الفيزيائي العالمي "ألبرت أينشتاين"، الذي أوصى بأن تتجنب الإنسانية تكرار وأن تتعلم من الماضي، فيما أستنكر العالم التاريخي "ابن رشد" الحروب المتوالية، وأوصت "ماما تريز" بضرورة العودة إلى تغليب صوت الحكمة وتبادل المحبة.
وتحدثت "ايتيزار إيتونو"، الممثلة الإسبانية وبطلة مسلسل (La Casa de Papel) الشهير، مُعربةً عن سعادتها بحضور المنتدى والتواجد وسط شبابٍ أتوا من بلاد كثيرة، مشيرًة إلى أن زيارتها تُعد الثانية بعد زيارتها الأولى عام 1998، وأثنت الممثلة الإسبانية على مصر قائلةً: "هذه أرض لا يمكن أن تصدق ما بها من تراث تاريخي.. أنا أرسل لكم تحيات زملائي في فريق عمل المسلسل الذي كان سبب شهرتي، لقد حظي المسلسل بنجاح بفضلكم".
تلي ذلك عرض فيديو عن المنتدى ونسخه السابقة مرورًا بالأعوام 2017 و2018 و2019، ثم فيديو آخر مصوّر بعنوان "Back Together"، وبعدها عُرضت أغنية المنتدى الجديدة "ورجعنا تاني" يغنيها سبعة من الشباب من جنسيات مختلفة.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الكلمة التي تضمن الترحيب بشباب العالم في مستهل النسخة الرابعة من منتدى شباب العام، التي باتت منصة حوار وتواصل بين الشباب وأداة لتبادل الرؤي بين كل شباب العالم؛ خاصًةً في تلك اللحظة الفارقة من التاريخ الإنساني، والتي تحتّم علينا أن ندرك أهمية الحوار وإدارة الاختلاف فيما بيننا مؤكدًا ضرورة تشكيل حالة من اليقين والإيمان بأن حكمة الخالق في هذا الكون أن نكون مختلفين دون تمييز في هذا الاختلاف، مضيفًا أنه ليس للإنسانية سبيل لتجاوز تحديات بقائها وأزماتها الراهنة سوى إخلاص النوايا وإنهاء الصراعات وإدارة الاختلاف والعمل المشترك من أجل الإنسانية والسلام.
ومنتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وانطلق المنتدى عبر ثلاثة نسخ في الأعوام الماضية 2017 و2018 و2019.
ويهدف المنتدى إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم.
واعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.