رئيس التحرير
عصام كامل

على طريقة إخوان مصر.. جماعة ليبيا تسعى للهيمنة على الدستور ‏

الإخوان
الإخوان

لا تتعلم الإخوان أبدا من الزمن، شبح الهيمنة يسيطر عليها بشكل مرعب، لا يمكن للجماعة وأنصارها في المنطقة تصور أنفسهم خارج دائرة السطوة بكل أشكالها، فشلت في مصر وأغلب بلدان المنطقة ولازال نفس المنطق يحكمها، تحاول ‏بكل الطرق تأجيل خارطة الطريق في ليبيا بل وقولبة المشهد كاملا حتى تتمكن من إعادة نفس السيناريو الذي دمر فرصها بل وأزالها من الخريطة السياسية في أهم البلدان العربية وعلى رأسهم مصر. ‏

كتابة الدستور في مصر وليبيا 


تريد الإخوان إعادة تفصيل المشهد على مقاسها، بدلا من إجراء الانتخابات الرئاسية، وملئ هذا المقعد بمن يستطيع توحيد ‏الليبيين وتوسيع مساحة الفرص أمام الكل للمشاركة في كتابة الدستور ووضع قوانين تناسب الحالة الليبية، تريد الجماعة المساومة ‏والتسويف لأكبر وقت ممكن.حتى تتمكن من تغليب وجهة نظرها بإجراء الانتخابات البرلمانية أولا.‏


بعد ذلك ياتي الجانب الآخر من الخطة، بوضع الدستور في أيدي البرلمان، الذي ستسعى بكل الطرق لإجراء صفقات تمكنها ‏من الحصول على أغلبيته، ثم تنفرد بكتابة الدستور على مقاس الجماعة، وهي خطة نسخة بالكربون لما حدث في مصر ‏خلال كتابة دستور 2012، الذي كتب نهاية العلاقة بينها وبين كل المكونات المدنية حتى الآن. ‏

خارطة طريق مرفوضة


يقول حسين المسلاتي، الخبير السياسي الليبي، أن خارطة الطريق التي تصر عليها تيارات الإسلام السياسي وفي مقدمتها ‏الإخوان، ترمي إلى إطالة الفترة الانتقالية الحالية حتى إجراء الانتخابات البرلمانية في يونيو، والتي سيكلف بموجبها ‏البرلمان المقبل حكومة جديدة ثم تشكيل لجنة لتصحيح وترميم الدستور وحلحلة المواد الخلافية فيه.‏


أوضح الخبير السياسي أن الإسلام السياسي يريد ضمان البرلمان أولا قبل الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية في 2023، ‏وهذا التصور يلقى رفضا كبيرا من التيارات الوطنية التي تريد إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة حتى لاتهيمن هذه ‏التيارات على الحياة السياسية.‏


اختتم: لن يرضى أحد بمقترحات الإسلام السياسي، ولن يكون هناك اتفاق معهم إلا بالوصول لتوافق حول الدستور أولا ثم ‏الاستفتاء، فالحل ليس تمكين طرف واحد من اللعبة، بل بحث آفاق حل الأزمة، والاستماع إلى جميع الأطراف والتوافق على ‏المحددات التي تمكن من المضي لحل الأزمة الليبية المعقدة. ‏
 

الجريدة الرسمية