قلوبهم كالحجارة.. رسالة مفتي الجمهورية للشامتين في وفاة الإبراشي والجبالي
أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أنه ما زلنا في خضم هذه الجائحة نفقد يومًا بعد يوم شخصية عامة، تغادرنا أجسادهم وتسكن تراب الوطن ليشكلوا تاريخه بعد أن كانوا جزءًا من تضاريسه.. فعلى الراحلين السلام.
وأضاف "مفتي الجمهورية" عبر صفحته الرسمية على موقع القع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "نسأل الله لموتانا الرحمة والمغفرة، كما نسأله ألا يؤاخذنا بما يفعل السفهاء الشامتون في الموت، الذين قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة... اللهم استرنا ولا تخزنا، ولا تفتنا ولا تفتن بنا، ونسألك يا ربنا حسن الختام".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بعض التعليقات التي تشمت في وفاة المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، والإعلامي وائل الإبراشي.
وتوفي مساء اليوم الأحد، الإعلامي وائل الإبراشي بعد صراع طويل مع تداعيات فيروس كورونا، وذلك عن عمر ناهز الـ 58 عاما.
وكانت المستشارة السابقة بالمحكمة الدستورية العليا تهاني الجبالي، قد أصيبت بفيروس كورونا وتم نقلها قبل أيام لإحدى غرف العناية المركزة بمستشفي العجوزة بعد تدهور حالتها الصحية، وعزلها بأماكن العزل المخصصة.
دار الإفتاء
ومن جانبها علقت دار الإفتاء على المنشورات التي أظهرت الشماتة في الموت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلة: «إنما نحن جنازات مؤجلة ميت الغد يشيع ميت اليوم، فرحم الله من قضى نحبه، وأسبل ستره وعافيته على من بَقِي».
وتابعت الإفتاء في منشور عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “اللهم إنا نسألك حياة القلب في الدنيا والثبات على الدين عند الموت، اللهم لا تفتنا واختم بالصالحات أعمالنا”.
واستشهدت بقوله تعالى {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
حكم الشماتة في الموت
وتابعت الإفتاء إن تعليق بعض شباب السوشيال ميديا على مصائر العباد الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى ليس من صفات المؤمنين، ولا من سمات ذوي الأخلاق الكريمة.
وأضافت الإفتاء، أن الأمر يزيد بعدًا عن كل نبل وكل فضيلة أن تُشْتَمَّ في التعليق رائحة الشماتة وتمني العذاب لمن مات، فهذا الخُلق المذموم على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصًا على نجاة جميع الناس من النار. وليس الموت مناسبةً للشماتة ولا لتصفية الحسابات، بل هو مناسبة للعظة والاعتبار، فإن لم تُسعفْكَ مكارم الأخلاق على بذل الدعاء للميت والاستغفار له؛ فلتصمت ولتعتبر، ولتتفكر في ذنوبك وما اقترفته يداك وجناه لسانك، ولا تُعيِّن نفسك خازنًا على الجنة أو النار؛ فرحمة الله عز وجل وسعت كل شيء.