تعليق دار الإفتاء على الشماتة في وفاة الإعلامي وائل الإبراشي وتهاني الجبالي
علقت دار الإفتاء على المنشورات التي أظهرت الشماتة في الموت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلة: «إنما نحن جنازات مؤجلة ميت الغد يشيع ميت اليوم، فرحم الله من قضى نحبه، وأسبل ستره وعافيته على من بَقِي».
وتابعت الإفتاء في منشور عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "اللهم إنا نسألك حياة القلب في الدنيا والثبات على الدين عند الموت، اللهم لا تفتنا واختم بالصالحات أعمالنا".
واستشهدت بقوله تعالى {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
حكم الشماتة في الموت
وتابعت الإفتاء إن تعليق بعض شباب السوشيال ميديا على مصائر العباد الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى ليس من صفات المؤمنين، ولا من سمات ذوي الأخلاق الكريمة.
وأضافت الإفتاء، أن الأمر يزيد بعدًا عن كل نبل وكل فضيلة أن تُشْتَمَّ في التعليق رائحة الشماتة وتمني العذاب لمن مات، فهذا الخُلق المذموم على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصًا على نجاة جميع الناس من النار. وليس الموت مناسبةً للشماتة ولا لتصفية الحسابات، بل هو مناسبة للعظة والاعتبار، فإن لم تُسعفْكَ مكارم الأخلاق على بذل الدعاء للميت والاستغفار له؛ فلتصمت ولتعتبر، ولتتفكر في ذنوبك وما اقترفته يداك وجناه لسانك، ولا تُعيِّن نفسك خازنًا على الجنة أو النار؛ فرحمة الله عز وجل وسعت كل شيء.
وفاة الإعلامي وائل الإبراشي
وشهد بعض صفحات مواقع الواصل الاجماعي بعض التعليقات التى تشمت في وفاة الإعلامي وائل الإبراشي بعد تداعيات إصابته بفيروس كورونا المستجد
حكم الوفاة بفيروس كورونا
وقالت دار الإفتاء في وقت سابق، إن الموت بسبب فيروس كورونا يدخل تحت أسباب الشهادة الواردة في الشرع الشريف؛ بناءً على أن هذه الأسباب يجمعها معنى الألم لتحقق الموت بسبب خارجي، فليست هذه الأسباب مسوقة على سبيل الحصر، بل هي منبهة على ما في معناها مما قد يطرأ على الناس من أمراض، وبناءً على أن هذا المرض داخل في عموم المعنى اللغوي لبعض الأمراض، ومشارك لبعضها في بعض الأعراض، وشامل لبعضها الآخر مع مزيد خطورة وشدة ضرر، وهو أيضًا معدود من الأوبئة التي يحكم بالشهادة على من مات بسببها، فمن مات بسببه فهو شهيد؛ له أجر الشهادة في الآخرة؛ رحمةً من الله تعالى به، غير أنه تجري عليه أحكام الميت العادي؛ من تغسيلٍ، وتكفينٍ، وصلاةٍ عليه، ودفنٍ.