عندما يصبح كأس العالم كل سنتين
اقترب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من اتخاذ قرار مصيري بإقامة كأس العالم كل سنتين بدلًا من كل أربع سنوات، وفق النظام الحالي، المتبع منذ انطلاق البطولة الأكبر في كرة القدم العالمية في عام 1930، حيث لعبت حتى الآن 21 نسخة منها، ما عدا بطولتي عام 1942 و1946 اللتين ألغيتا بسبب الحرب العالمية الثانية. واعتادت الدول الأعضاء في الـ فيفا على مدار السنوات الماضية أن تخوض منتخباتها تصفيات قارية تُقام على مدار ثلاث سنوات، للتأهل للمونديال.
ولكن هذا التغيير المقترح لا يحظى بموافقة الجميع، وقاد الاتحادان الأوروبي (ويفا) وأميركا الجنوبية (كونميبول) المعارضة وقالوا إنهم لن يشاركوا إذ نظمت كل عامين. وإعتبر كونميبول أن اقتراح تقليص الفجوة يمحي ما يقرب من مئة عام من تقاليد كرة القدم العالمية فيما دعم الإتحاد الإفريقي الذي يضم 54 عضوًا، هذا الإقتراح بعد أن أعلن دعمه قرار كونجرس فيفا بإجراء دراسة جدوى ونظرًا إلى أن أصوات الاتحادات الأعضاء متساوية، فمن المحتمل أن يكون هناك دعم كافٍ للمشروع لطرح التصويت عليه في كونجرس فيفا المقبل..
وكحل وسط إقترح مدرب أرسنال الإنجليزي السابق الذي يشغل منصب مدير تطوير كرة القدم العالمية في فيفا، إقامة بطولة دولية كبرى كل عام، بالتناوب بين كأس العالم والبطولات القارية مثل كأس أوروبا وكوبا أمريكا وظهرت خطط إقامة المونديال كل سنتين مرة أخرى عندما اقترح الاتحاد السعودي لكرة القدم خلال اجتماعات الجمعية العامة على الفيفا دراسة جدوى تغيير نظام بطولة كأس العالم لتقام كل سنتين بدلا من كل أربع سنوات.
وهاجم جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا المعارضين لتغيير مواعيد إقامة نهائيات كأس العالم، معتبرا أنهم يخشون من التغيير ويرغبون في الحفاظ على امتيازاتهم ومناصبهم. ويرى الإتحاد الدولي أن إقامة كأس العالم مرّة كل سنتين ستحقق المزيد من الأرباح التي يمكن توزيعها على الاتحادات في إفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية التي تعتمد على الدعم المالي من فيفا أكثر من البطولات الأوروبية الثرية.
كما جنّد فيفا مجموعة من اللاعبين والمدربين السابقين، ممن يعتبرون أساطير في اللعبة الشعبية، ويتقاضون المال كسفراء للترويج لهذا المشروع، وهناك 211 دولة الآن من الأعضاء بالفيفا، ومنها 133 دولة لم يسبق لها المشاركة في كأس العالم، وهذه الدول تنظر على كأس العالم كل أربع سنوات، دون أن تكون لديها فرصة للمشاركة فيها ولكن إذا تم اعتماد القرار ستخضع الاتحادات المعارضة.
وهذا التغيير في الوتيرة ستصل تكلفته إلى 4.4 مليار دولار على مدى أربعة أعوام بحسب دراسات الجدوى . وسترتفع عائدات التذاكر وحقوق البث التلفزيوني والرعاية من 7 مليارات دولار إبى أكثر من 11 مليار دولار، في توقع مرتبط أيضًا برفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 48 اعتبارًا من 2026، وفقًا لهذه الدراسة التي لم يتم الكشف عن منهجيتها.
ومن خلال إنشاء صندوق تضامن جديد بقيمة 3.5 مليار دولار على مدى الأعوام الأربعة الأولى لعملية الإصلاح، رأى فيفا أنه قادر على تخصيص حوالي 16 مليون دولار لكل إتحاد عضو فيه خلال هذه الفترة، وستكون هناك زيادة في برنامج الاستثمار الحالي المسمى "فيفا فوروورد"، ليرتفع المبلغ من 6 إلى 9 ملايين دولار لكل إتحاد خلال نفس الدورة ومدتها أربعة أعوام. وكان قد تقرر زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 48 منتخبا بداية من نسخة 2026، ومن الممكن أن تكون إقامة البطولة كل عامين في المستقبل فكرة أخرى تساهم في مشاركة مزيد من البلدان في البطولة التي احتكرت دول أوروبا وأمريكا الجنوبية لقبها حتى الآن.