البيوت الديجتال
قريبا ستصبح بيوتنا التي اعتدنا عليها بشكلها الراهن جزءا من الماضي أو من العشوائيات بعد الطفرة الصامتة في صناعة البيوت الذكية التي لايشعر بها إلا فئة قليلة وكعادة كل الابتكارات التي تبدأ غريبة ثم تصبح سائدة حدث ذلك مع التليفزيون والموبايل والآن كلاهما في كل بيت.. وستصبح البيوت الديجتال هي نمط المعيشة أكثر منها نمط العيشة وستصبح الإعلانات عن العقارات لاتتباهي بالنيل والخضرة بل بالمدن الذكية التي يقع فيها العقار.
والبيت الذكي هو تلك المساحة التي تستخدم تقنيات وأجهزة حديثة متصلة ببعضها ويتم التحكم بها عن بعد أو بشكل آلي حسب إعدادات يحددها المستخدم ويقدم النظام الذكي العديد من الخدمات الإيجابية ومنها توفير راحة البال لأصحاب المنازل، والسماح لهم بمراقبة منازلهم عن بعد، ومواجهة الأخطار وتوفير الرصد لكبار السن داخل المنزل بشكل مريح وأمان مع توفير الوصول عن بعد وتبادل البيانات المنزلية لكافة أفراد الأسرة في أي مكان في العالم وفي غضون بضع سنوات..
وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن للتكنولوجيا أن تتفاعل مع سلوك الناس وتعرف تلقائيا ما يحتاجه المستخدم، وبعد ذلك سيكون البيت الذكي عبارة عن نظام ذكي يتعرف على احتياجات ساكنه ويدير العمليات بشكل مستقل ولهذا تراجعت صورة البيوت التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا وحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات.
سيطرة الأنظمة الذكية
وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025..
ويكفي برمجة الأنظمة الذكية على تفضيلات نمط حياتنا حتى نحظى براحة كبيرة، فعلى سبيل المثال يتم فتح البيت بمجرد اقتراب مالكه ويبدأ المكيف في العمل بالحد المفضل لديه. بل وتقوم الأنظمة الصوتية بتشغيل المقاطع الموسيقية المفضلة وكذلك الإضاءة. وتتم هذه العمليات عن طريق الأوامر الصوتية أو عن طريق تطبيق على الهاتف الذكي.
هذا كله مع توفير نظام الحماية والأمان من خلال أنظمة الطوارئ، والتحذير من الكسور التي تلحق بأنابيب المياة أو نشوب أي حرائق. كما أن البيوت الذكية مزودة بكاميرات قادرة على التعرف على الوجوه، وتمييز الوجوه الغريبة، وإرسال إشعارات إلى صاحب البيت عبر الأجهزة الذكية مثل الهواتف. وستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل.
وتتجاوز رؤية البيت الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن البيوت الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضًا إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضًا من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وبإستخدام الذكاء الصناعي في تصميم التقنيات في المنازل المستقبلية، ستتمكن البيوت الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز إستشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل البيت. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضًا. وسيكون البيت قادرًا على ضبط كل شيء.