"دفنوني ورجعت تاني".. ناصر حناوية العائد من ظلمة القبر: 10 سنوات فقدت خلالها النطق وأقدم الشاي لزوار مقابر المنيا بالمجان | فيديو
داخل مقابر قرية البهنسا، تلك القرية التابعة إداريًّا لمركز ومدينة بني مزار شمال محافظة المنيا، والتي تضم مقابر عشرات الصحابة، وأحفاد النبي "صلى الله عليه وسلم" وأبي بكر الصديق، تجد رجلًا ستينيًّا يقف بعربة كارو ليلًا ونهارًا، يقدم الماء والشاي لزائري المقابر بدون مقابل بالمجان.. حين تقترب منه تلفت أنظارك يداه المليئة بالتجاعيد، ليجبرك المشهد على طرح سؤال عن سبب تلك التجاعيد الظاهرة على يديه لتكون الإجابة صادمة: "أصل أنا مت ورجعت تاني!!".
لتبدأ قصة عم ناصر حسن الشهير بـ"ناصر حناوية" ليروي لنا تفاصيل واقعة دفنه في المقابر، وعودته للحياة مرة أخرى.
مغسل الموتى
يقول الرجل الستيني خلال حديثه لـ"فيتو" تعرضت منذ صغري لأزمة قلبية حادة، كما كانوا يروي لي "قطعت النفس خالص"، على حد تعبيره، جميع مَن شاهدني في ذاك اليوم، أكد على خبر وفاتي.. أذاع منادي القرية خبر وفاتي في مساجدها، وبخطوات سريعة وصل مغسل الموتى إلى منزلنا وبدأ في عملية التغسيل.
صراخ الوداع
واستكمل ابن قرية البهنسا حديثه قائلًا: وصل الأهل والأقارب والجيران وتعالت أصوات صراخ الوداع الممزوج بالدموع على فراقي، "كما كان يروي لي مَن حضرها".
كفنوني ودفنوني
كفنوني وصلوا عليَّ صلاة الجنازة في مسجد القرية، واتجهوا إلى مدافن القرية، وفي المدفن الخاص بالعائلة "دفنوني"، وبدأ الدعاء لي في ساحة المدفن بالمغفرة، وتركوني ورحلوا.
خرجت من القبر
ويستكمل عم ناصر حسن الشهير بـ"ناصر حناوية" روايته مضيفًا: بعد مرور 24 ساعة تقريبًا تفاجأت بأنني مكفن داخل القبر.. حاولت على قدر ما أستطعت أن أفك الكفن.. عاوز أطلع، وأحمد ربنا أنهم قفلوا عليا القبر بالطوب اللبن، فكان سهلًا الخروج من القبر، ورجعت البيت تاني بسرعة، على حد تعبيره!!.
زغاريد وفرح
"أول ما دخلت عليهم فرحوا بيَّا واستقبلوني بالدهشة والزغاريد".. بتلك الكلمات أكمل ناصر روايته: دخلت عليهم لقيتهم اندهشوا من رجوعي، ولكن سرعان ما تحول الاندهاش والحزن لفرح.
واستطرد: "10 سنين بدون نطق ولا أتكلم خالص، وتوجهت للعديد من الأطباء، ولكن دون جدوى إلى أن أكرمني الله تعالى، وبدأت اتكلم كأي إنسان طبيعي".
ورفض الرجل الستيني أن يروي لنا أحداث الـ24 ساعة الذي قضاها منفردًا داخل القبر، وحين نحاول سؤاله عن تلك الأحداث كان يرد: "لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله".
ومنذ ذاك الوقت، بدأ يتردد ابن البهنسا على المقابر موزعًا على المترددين شايًا ومياهًا بدون مقابل، مرددًا: "كله بفضل الله".