غيَّر وجه السينما وكسر حواجز العنصرية.. وفاة سيدني بواتييه أول نجم أسود يفوز بالأوسكار
أعلن فيليب ديفيز، رئيس وزراء الباهاما، أمس الجمعة، أن الممثل الأمريكي سيدني بواتييه تُوفي عن 94 عامًا، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وكان بواتييه قد كسر حواجز العنصرية باعتباره أول ممثل "أسود" يفوز بجائزة "الأوسكار" لأحسن ممثل عن دوره في فيلم "ليليز أوف ذا فيلد"، كما كان ملهمًا لجيل من الأمريكيين في أثناء كفاح حركة الحقوق المدنية لتحقيق المساواة مع البيض.وأسس بواتييه تراثا سينمائيا مميزا في عام واحد بثلاثة أفلام وهو عام 1967، وقت أن كان الفصل العنصري سائدا في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة.
نشأته
وُلد بواتييه في ميامي يوم 20 فبراير عام 1927، ونشأ في مزرعة للطماطم في الباهاما.
وكافح ضد الفقر والأمية والتعصب، إلى أن صار أحد أوائل الممثلين "السود" المشهورين والمقبولين في الأدوار الرئيسية من جمهور عريض.
أعمال سيدني بواتييه
وفي فيلم ”خمن من الآتي إلى العشاء – جيس هو إذ كامينج تو ذا دينر“، أدى دور ”أسود“ خطيبته بيضاء، وفي فيلم ”في لهيب الليل – ذ هيت أوف ذا نايت“، أدى دور فيرجل تيبس، وهو ضابط شرطة ”أسود“ يواجه العنصرية خلال تحقيق في قضية قتل.
وأيضًا أدى دور مدرس في مدرسة صارمة التقاليد في لندن في ذلك العام، في فيلم ”إلى السيد، مع الحب – تو سير، ويذ لوف“.
جائزة الأوسكار
وكان فوزه التاريخي بجائزة ”الأوسكار“ لأحسن ممثل عن دوره في فيلم ”ليليز أوف ذا فيلد“ في عام 1963، وأدى فيه دور عامل يساعد راهبات ألمانيات في بناء كنيسة صغيرة في الصحراء.
وقبل ذلك بـ5 أعوام، كان بواتييه أول ممثل ”أسود“ مرشح لجائزة ”الأوسكار“ لممثل رئيسي عن دوره في فيلم ”المقدامون – ذا ديفيانت وانز“.
خلدت شخصيته تيبس في فيلم ”في لهيب الليل“ في عملين مكملين، هما ”يسمونني السيد، تيبس – ذاي كول مي مستر تيبس“، و“المنظمة – ذا أورجنيزيشن“، كما صارت أساس المسلسل التلفزيوني ”في لهيب الليل“، بطولة كارول أوكونور وهاورد رولينز.
وكتبت الممثلة والمذيعة التلفزيونية، الحاصلة أيضا على الأوسكار، ووبي جولدبيرج، على تويتر: ”ما دمت أردت الصعود إلى السماء دعني أكتب لك على صفحة السماء بحروف على ارتفاع ألف قدم.. إلى السير.. مع الحب.. السير سيدني بواتييه.. الذي علمنا كيف نلامس بأيدينا النجوم“.
وقالت الممثلة فيولا ديفيز، الفائزة بالأوسكار على ”تويتر“: إن معاني ”الكرامة والبساطة، والقوة، ودرجة الامتياز التي أضفيتها على أدوارك أظهرت لنا أننا، باعتبارنا شعبا أسود، أن لنا شأنا“.وكان بواتييه الذي يحمل الجنسية الأميركية، وهو من جزر الباهاما، أول ممثل أسود يحقق أرباحا قياسية في شباك التذاكر، عن عمر ناهز 94 عاما.
وبواتييه، حائز على جائزة أوسكار أفضل ممثل عام 1964 عن فيلم "ليليز أوف ذا فيلد"، في جزر الباهاما، بحسب يوجين تورتشون نيوري، القائم بأعمال المدير العام لوزارة الشؤون الخارجية في جزر الباهاما.
وقبل ظهور بواتييه، نجل مزارعي طماطم في جزر البهاما، لم يمتهن أي ممثل أسود بشكل مستدام مهنة التمثيل أو قام بأدوار رئيسية.
وعكس صعود بواتييه تغييرات كبيرة في الولايات المتحدة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
قام بواتييه بدور المدان الأسود الهارب الذي يصادق سجينا عنصريا أبيض قام بدوره توني كيرتس، في فيلم "ذي ديفاينت وانز".كما قام بدور موظف المحكمة الذي يقع في حب فتاة بيضاء عمياء في فيلم "ايه باتس أوف بلو" وبدور العامل الماهر الذي يبني كنيسة لمجموعة من الراهبات في فيلم "ليليز أوف ذا فيلد".
وفي أحد أكبر أدواره للمسرح والشاشة لعب بواتييه دور الأب الشاب الطموح الذي تصطدم أحلامه مع أحلام أفراد الأسرة الآخرين في فيلم "إيه ريزين إن ذا صن".
وقالت وكالة أسوشيتد برس: إنه كلما دار نقاش حول التنوع في هوليوود لا بد أن ينتهي بذكر بواتييه.
فبوجهه الوسيم وأسلوبه المنضبط لم يكن بواتييه لسنوات فقط النجم السينمائي الأسود الأكثر شعبية، بل الوحيد.