كيف دمر العنف مصداقية التيارات الدينية في المنطقة ؟
على مدار السنوات الماضية، لم يضع مصداقية التيارات الدينية في أزمة كبرى أكثر من العنف، إما الانحياز له وتعظيم كل من يلجأ إليه، أو الصمت أو التجاهل التام، لم يسمع الإخوان وغيرهم للنصائح التي قدمت لهم من رموز محسوبة عليهم، طالبتهم بذم العنف والتبرؤ منه ومن أعلامه، لكن لم يستمع أحد.
العنف والمصداقية
أضر العنف بمصداقية الإخوان السياسية، شاهد القاصي والداني تهديهم بالعنف وخاصة في سنوات ما بعد فض رابعة، وتشكيل حركات عقاب إرهابية تستهدف معارضي الإخوان، ولم يسلم منهم حتى رجال الدين وعلى رأسهم الشيخ على جمعة، التي ترصدت له حركة حسم الإرهابية وحاولت القضاء عليه، لكن عناية الله سبقتهم ونجي منهم.
يقول إبراهيم ربيع الكاتب والباحث، أن هناك وحدة بين أفكار التيارات الدينية، باستثناء الاختلاف في درجة العنف اللفظي، والفعلي الشائع في كل تيار، فالأصل واحد، والإخواني جهادي قيد الانتظار، ولكنه قادر على تعويض الجهاد بالسلاح التقليدي، عبر أسلحة أخرى مختلفة، وفي المقابل لا يختلف السلفي كثيرًا عن الإخواني، إلا في توقيت الانخراط في العمل العنيف.
استراتيجية الإسلاميين
أضاف: إستراتيجية الإسلاميين تقوم أساسا على تجنب النقاش العام حول نواياها الحقيقية الشمولية، وتسويق خطاب يتمثل في أنهم ضحايا النزعات العنصرية، المعادية للمسلمين، إلى أن تبلغ مرحلة الإمساك بدواليب الحكم، وإقامة مشروع التمكين المتعارض كلية مع القيم الوطنية والقومية للمجتمعات.
أضاف: التيارات الدينية تتعامل وفق أساليب براجماتية بحتة، واكبر تنظيماتهم "الإخوان" لديها مدرسة في ذلك، وبدأتها مع الملك فاروق، ودعمت رئيس حكومته إسماعيل صدقي في إجراءاته القمعية لحل البرلمان وإسقاط دستور 1923، ورغم ذلك خرج أعضاؤها في مظاهرات تأييد يهتفون واذكر في الكتاب إسماعيل.
اختتم: اعتترف بالعنف مرشد الإخوان الأول حسن البنا في مجلة النذير وجريدة "الإخوان المسلمون"، فرغم تقربهم من السلطة إلا أنهم اغتالوا الخازندار والنقراشي وأحمد ماهر، وكانوا خلف حريق القاهرة، ومحاولة قتل الرئيس عبد الناصر، في 1954 وإرباك البلد بالشائعات، ونشر الفكر التكفيري من خلال تنظيم سيد قطب، وبالتالي هي ليست تيارات إصلاحية، بل جماعات إرهابية بكل ما تحمله الكلمة من معان، على حد قوله.