استمرارا للقرارات الغريبة.. طالبان تمنع الأفغانيات من استخدام الحمامات العامة
أثار قرار حركة "طالبان" بمنع النساء في شمال أفغانستان من استخدام الحمامات العامة المخصصة للنساء لغرض الاستحمام، غضبا عارما، في صفوف النساء والمنظمات النسوية الحقوقية.
وعلقت النساء على هذا القرار، قائلة إنه "مثال آخر على تشديد طالبان قبضتها وانتهاك حقوقنا الأساسية". وعبرت النساء عن خشيتهن من أن الحظر سيمتد إلى أجزاء أخرى من البلاد".
الاستحمام الدافئ
ويعد استخدام "الحمامات العامة" من التقاليد القديمة التي تظل بالنسبة للكثير من الناس الفرصة الوحيدة للاستحمام الدافئ خلال فصول الشتاء في البلاد.
وأفادت النساء في شمال غرب مدينة هيرات، حيث 39 % فقط من الأحياء لديها وصول كافٍ إلى المياه والصرف الصحي، أن بعض الحمامات قد أغلقت بالفعل.
وقال سردار محمد حيدري، من الفرع الإقليمي لوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في "طالبان"، إنه سيتم منع النساء من دخول الحمامات في ولايتي بلخ وهرات.
ولكن قائدا آخر في "طالبان" قال لصحيفة "الجارديان"، إنه لا يدعم هذا القرار، مضيفا أن القادة الأفغان الجدد يجب أن يركزوا على "المشاكل الأكبر".
تعتمد النساء على الحمامات العامة
ومن جهتها، رأت وينوس عزيزي، من منظمة "رؤى للأطفال في أفغانستان" الاجتماعية أن معظم الأسر في هرات ومزار الشريف لا تملك القدرة أو التسهيلات لتسخين كميات كبيرة من المياه لغرض الاستحمام في بيوتهن.
وأضافت: "لهذا تعتمد النساء على الحمامات العامة في الشتاء"، مضيفة: "الإسلام يقتضي التطهير بعد الحيض، والولادة والجماع. لقد رأيت بانتظام نساء يؤدين طقوس التطهير في الحمامات العامة".
أما المديرة المساعدة لحقوق المرأة في "هيومن رايتس ووتش"، هيذر بار، فقد عبرت عن "غضبها" من "قسوة حرمان المرأة من الراحة الوحيدة من البرد، دون سبب على الإطلاق".
وقالت: "يبدو أن لديهم نية للتدخل في كل جانب من جوانب حياة المرأة، وسمعنا منذ البداية تحذيرات من نساء أفغانيات يقولن إن الوضع سيزداد سوءا اليوم، نرى دليلا على أنهن كن على حق".
تظاهرات النساء
والشهر الماضي خرج حشد من النساء في العاصمة الأفغانية كابول، من أجل توجيه الاتهام إلى حركة "طالبان" (الخاضعة لعقوبات الأمم المتحدة بسبب أنشطتها الإرهابية) بقتل الجنود الذين خدموا النظام السابق المدعوم من أمريكا.
وتجمّع نحو 30 امرأة بالقرب من مسجد في وسط كابول، وساروا على بعد مئات الأمتار مرددين "العدالة"، قبل أن توقفهم قوات طالبان.
وتأتي التظاهرة النسائية بعد أسابيع من تقارير منفصلة للأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" تقول إن هناك مزاعم موثوقة عن وقوع أكثر من 100 حالة قتل خارج نطاق القضاء على يد "طالبان"، منذ استيلائها على السلطة.
وقالت المتظاهرة نيرة كوهستاني: "أريد أن أقول للعالم، وأطلب من طالبان الكف عن القتل، نريد الحرية، نريد العدالة، نريد حقوق الإنسان".
وأشار المتظاهرون في بيان لهم إن الجنود السابقين والموظفين الحكوميين في النظام القديم "يتعرضون لتهديد مباشر"، في انتهاك للعفو العام الذي أعلنته حركة "طالبان" في أغسطس.
كما أعربت المتظاهرات عن اعتراضهن على القيود المتزايدة التي تواجهها النساء في ظل حكم "طالبان".