لماذا يعارض الإسلاميون الأنظمة الحاكمة دون امتلاك مشروعات بديلة؟
على مدار سنوات طويلة، تفننن الإسلاميون في كيفية المعارضة على أسس دينية ومدنية، يعرف كل إسلامي كيف ينقد ويصل بالناس إلى الرفض المطلق لكل شيء، الأمر الذي ربط المعارضة بالنقد دون أسس سليمة، فتوسعت شهية الرفض لكل شيء، لدرجة أن الناس ارتبط بقناعاتها أن كل ما يرفض يجب هدمه، سواء كانت سلطة أو حياة، أو أي شيء آخر.
ضوابط النقد
ويرى الدكتور حمزة الطيار، الكاتب والباحث أن الإسلاميين بأغلب طوائفهم يجهلون ضوابط النقد، وهو من الخصال المذمومة فيهم، فالنقد بلا دواعيه وضوابطه، يفقد أبناء المجتمع رجاحة العقل ونقاء السريرة، فالعاقل لا ينشغل بما لا يُفيد، والإنسان السوي لا يستهدف أذية الناس والبلاد بالنقد المستمر دون وعي.
وأضاف: العلماء يؤكدون أن من علامات الحماقة الافتقار الدائم لثقافة النقد البناء، مردفا: للنقد فوائده التي لا تُحصى، لكنه له أهله الذين يعرفون موارده ومصادره، ويميزون بينه وبين الوقيعة، ويأخذون على عواتقهم مهمة الإخلاص له، ويقمعون أهواءهم إن تدخلت لإفساد منطق النقد، حسب وصفه.
أوضح الطيار أن من يرفع سلاح النقد بلا علم أو مؤهلات ترشده إلى التفريق بين الصواب والخطأ، يصبح نقده وبالًا على الناس وعليه، مردفا: لايتعلم أنصار التيارات الدينية من الدين الذي يسوقون أنفسهم أنهم أهله، فآيةُ الصدقة نزلت في إنسان تحاملوا عليه لأنه يتصدق على الفقراء كييرا، فنزلت الآية: «الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فيسخرون منهم».
أضاف: الإسلاميون يتلاعبون بالنقد، فيقعون دائما في تناقض يفضح نواياهم، وتابع: أحدهم يسرف وقته وجهده على نقد دولته التي تمرد عليها، ويركز على نقد مظاهر يرى أضعافها في دول أخرى ينتمي ويتزلف إليها لتوفر له الملجأ، ويسكت على جبالٍ من سلبياتها، وهذا دليل على أنه متلاعب يتبع هواه، ويتظاهر بأنه ينشد الإصلاح.
حماقات النقد الهدام
أشار الباحث إلى أن الغشاش يأبى إلا أن يرتكب حماقاتٍ، يظهر بها ما عنده من غش وشخصنة وخلط وخلل هدفه التشنيع والتجريم وتشجيع الناس على رفض كل شيء لأتفه الأسباب.
واختتم حديثه قائلا: يجب على من يتحدث باسم الدين، أن يعرف آدابه في النقد، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ إِذَا بَلَغَهُ عَنِ الرَّجُلِ الشَّيْءُ لَمْ يَقُلْ: مَا بَالُ فُلاَنٍ يَقُولُ؟ وَلَكِنْ يَقُولُ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا؟ أخرجه أبو داود وغيره، ولو التزم الناس بهذا الأدب لعمَّ نفعٌ كثيرٌ من تصويباتهم، وحصل بها النفع المرجو.