أحب مجد الإسلام وأخشى زواله.. 139 عامًا على ميلاد جبران خليل جبران
كاتب اتسمت أفكاره بالشمولية والمساواة والحرية ووحدة الأديان والسلام بين البشر، وهو صاحب أسلوب راق ومفردات بديعة ذات إيقاع رومانسي بديع.. ولد الشاعر جبران خليل جبران في مثل هذا اليوم 6 يناير عام 1883 لعائلة مسيحية بقرية بشرى شمال لبنان وكان والده يمتلك مزرعة للماشية، إلا أنه كان سكيرا يلعب القمار واتهم بالفساد المالي ودخل السجن لمدة ثلاث سنوات.
لم يتلق جبران خليل جبران التعليم الرسمي لكنه تعلم مفردات الكتاب المقدس عن طريق الكنيسة، وبسبب اضطراب الأحوال المالية هاجرت عائلة جبران الى الولايات المتحدة مستقرين بولاية بوسطن حيث عملت أمه خياطة والتحق جبران بالمدرسة الإنجليزية ومارس هواية الرسم التي احبها.
عندما بلغ جبران الخامسة عشرة عاد الى بيروت والتحق بالمدرسة المارونية وتعرف على الشاعر بشارة الخوري (الأخطل الصغير) وشارك بكتابة الشعر في مجلة أدبية مع زملائه، والتحق بمدرسة الفنون بأكاديمية جوليان، وانتخب شاعر الكلية، كما أصدر روايته "الأجنحة المتكسرة " تحت اسم مستعار سلمى كرامة.
حب مي زيادة
أعجبت الأديبة مي زيادة برواية جبران خليل جبران وصارت بينهما صداقة وحب بالمراسلة دون أن يرى أيهما الآخر طيلة عشرين عاما وكانت رسائل الغرام المتبادلة بينهما درسا في الحب والهيام.
اتخذ جبران من المحبة دينا ومن التسامح مذهبا في حياته، واعتبرهما الدعامتين اللتين يقوم عليهما إيمانه بالدين فكتب أن الله هو القدرة المثالية التي أثبتت بساطتها ونقاءها.
إرم ذات العماد
ويتناول جبران خليل جبران في مسرحياته شخصيات مسلمة، مثل «إرم ذات العماد»، التي تستعرض اتجاه جبران الواضح في إيمانه بوحدة الوجود حتى في عقائد الناس، فقد تخير مادته من القرآن الكريم.
كتب جبران خليل جبران مقالات في رسائل منها مقاله بعنوان (إلى المسلمين من شاعر مسيحي) يقول فيه:أنا مسيحي ولي فخر بذلك ولكنني أهوى النبي العربي وأكبر اسمه، وأحب مجد الإسلام وأخشى زواله، أنا شرقي ولي فخر بذلك ومهما أقصتني الأيام عن بلادي أظل شرقي الأخلاق، سوري الأميال، لبناني العواطف.. أنا أكره الدولة العثمانية، لأنني أحب الإسلام وعظمة الإسلام، ولي رجاء برجوع مجده.
عقدة قصر القامة
وصف جبران خليل جبران بقصر القامة مما سبب له عقدة من الرجل الطويل القامة أو المرأة الممشوقة القوام وعاش منغصا من ذلك، وكان يقول دائما "الطبيعة برغم كرمها، لم تكمل نعمها على".ويعلل جبران قصر قامته، بحادثة وقعت له في صغره.
وقال: أما أنا فلم أجد في الحياة سوى حقيقتين أوليين هما الجمال والحق، أما الجمال ففى قلوب المحبين، وأما الحق ففى سواعد الرجال، وكلنا محارب في معركة الحياة ولكن بعضنا يقود وبعضنا يقاد، وليست الحياة بسطوحها بل بخفاياها، ولا الناس بوجوههم بل بقلوبهم.
وصايا جبران
كان لجبران خليل جبران، فلسفته الخاصة التي تربت عليها أجيال كاملة من بعده، ومازالت ألسنة البعض منا عطرة بذكر أقواله وكتاباته، والتي كان أشهرها في كتاب "النبي"، وهو الكتاب الأشهر على الإطلاق لجبران في العالم، حيث يقدم الكتاب باقة من النصائح لبني البشر منها البحث عن المحتاج ومساعدته.
أيضا يقول جبران: اجتهد في الحياة وكن عاملا منتجا مستنيرا بالمعرفة، أحب ما تقوم به من أعمال فبالحب نحيا وحاول مساعدة الاخرين، اما الحزن والفرح فهما ككفتي الميزان في الحياة ونحن بينهما متحركون، وأوزن بين العقل والعاطفة واجعل نفسك تسمو بالعقل على العاطفة ترى ما يريحك ويطربك ؟؟ إن صديقك هو كفاية حاجاتك، وهو حقلك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر، وهو مائدتك وموقدك، لأنك تأتي إليه جائعا وتسعى وراءه مستدفئا، وأخيرا تواضع مهما كان علمك.