باحث: تيارات الإسلام السياسي لا تستطيع العيش دون أعداء
هاجم الدكتور هشام شريف، الباحث السياسي العراقي، تيارات الإسلام السياسي، مؤكدًا أنها لا تستطيع العيش دون أن تصنع لها أعداء دائمين، لافتًا إلى أنها تربت على الكراهية وذم الآخر، ولا يمكن لها التنازل عن هذه الطريقة التي تضمن لها مكاسبَ بطريقة أسهل وأسرع.
صناعة الكراهية
وأضاف: الكراهية التي نثرتها هذه التيارات في المنطقة، لم تدع لأحد أي عذر في عدم التضامن معهم، بل وتجاهل معاركهم تماما، مردفا: لا انتظر ولا أراقب أي شيء سوى سقوطهم الحتمي والمدوي، فمهما طال الزمن والانتظار سيسقطون.
واستكمل: صنع الإسلاميون صورة ذهنية عنهم لدى أقل الناس شأنها في الثقافة والسياسة، فكل إسلامي يمكن أن يتحول إلى عميل رسمي يدعو لتدمير وطنه في الوقت الذي ينتمي إلى دولة آخرى وينصرها على بلده بادعاءات أكل عليها الدهر وشرب.
واختتم: في اختلافهم مؤخرا، أظهرت أكبر تياراتهم ـ الإخوان ـ أن من يتولى شأنهم يفكر بأسلوب رئيس عصابة، فاسد ومزرته ويدعو للقضاء على الفساد، ديكتاتور زيدعو للديمقراطية، فاسق يدعو الى الفضيلة، جماعات مريضة بزيف لا حدود له على حد قوله.
صراع جبهات الإخوان
وكانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر تمويل الجماعة
وعلى جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية.
ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعًا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن.
لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.