السعودية ولبنان.. فتنة جديدة بعد أزمة قرداحى تقطع شعرة معاوية
حرق الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ما تبقى من مشتركات بين السعودية ولبنان، بعد إطلاقه تصريحات مسيئة للعاهل السعودي الملك سلمان بن بن العزيز، وتحريض أنصاره ومريديه على تعليق لافتات تحمل إهانة بالغة فى حق الرياض التى تعد طوق نجاة لإنقاذ بلاده من الغرق فى الأزمات على مدار عقود، بهدف قطع شعرة معاوية بين الرياض وبيروت التى تبقت بعد أزمة جورج قرداحى.
وكان حسن نصرالله قد هاجم، يوم الإثنين، المملكة العربية السعودية فى كلمة له واتهمها بدعم الإرهاب، ردا على تصريحات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مضيفا أن الملك سلمان "طالب اللبنانيين بالوقوف في وجه هيمنة حزب الله الإرهابي"، وأضاف: "إذا فيه ناس خايفيين يفتحوا فمهم في هذا البلد نحن لا نخاف، نحن عندنا كرامتنا".
السعودية ولبنان
استغلال حسن نصر لكلمته وتحويلها إلى ألسنة لهب تطلق شراراتها فى حق الدول العربية، يراها المراقبون تتماهى مع المشروع الإيرانى فى بلاده، وتهدف لتفريغ بيروت من أي مشروع عربى مضاد للهمينة الإيرانية، وافساح المجال لتمدد نفوذها بهدف تحويلها إلى مجرد دويلة تتبع المشروع الفرسي.
ورد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان، وليد بخاري، على إساءة نصر الله فى تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر" قال فيها: افتراءات أَبِي رغال العصر أكاذيبه لا يسترهَا اللَيل وإن طال ولا مغيب الشَمسِ ولَو حرِمتِ الشروق والزوال..!" - وأبو رغال هي شخصية عربية توصف بأنّها رمز الخيانة، حتى كان ينعت كل خائن عربي بأبي رغال- فى قصد مباشر لخيانة الأمة العربية والولاء لإيران.
تصريحات أَبِي رغال
كما استخدم الأمير عبدالرحمن بن مساعد، نفس الوصف ذاته “أبى رغال” في تغريدة كتبها عقب خطاب نصرالله، قائلا: "لقطة ختام كوميدية أتحفنا بها سماجة السيء أبي رغال في خطابه: السعودية تستخدم اللبنانيين كرهائن !..وأنها تهدد بترحيلهم كل فترة..أحضر لنا أيها الكذاب الأشر تصريح لمسؤول أو بيان حكومي جاء فيه ذلك..؟! ما صدر عن الحكومة أن المقيمين اللبنانيين جزء من النسيج.. وقح وكذاب ويعلم أنه كذاب".
أيضا دخل رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، على خط الأزمة وهاجم نصر الله فى تغريدة جاء فيها: "إلى السيد حسن نصر الله..إصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضرب متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح أبنائه..السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين أهلها منذ عشرات السنين".
انتقادات لتصريحات حسن الله
وأضاف سعد الحريري: "السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم..من يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة إيران وامتداداتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان".
وأكمل: "أعلم انك لن تتراجع عن أساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم أن التاريخ لن يرحم حزبا يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح اهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة".
أيضا تبرأ، تبرأ رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من تصريح أمين عام حزب الله، "طالما دعونا إلى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية وعدم الإساءة إلى علاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما المملكة العربية السعودية. ومن هذا المنطلق كانت دعوتنا إلى أن يكون موضوع السياسة الخارجية على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما لا طائل له عليه".
الهدف إبعاد السعودية
ويري المراقبون للعلاقات السعودية اللبنانية، أن نصر الله استشعر خطر عودة السعودية بثقلها السياسي والاقتصادي إلى لبنان، بعد انتهاء أزمة تصريحات وزير الإعلام المستقيل، جورج قرداحى التى هاجم فيها المملكة ودافع عن ميلشيات الحوثى الانقلابية فى اليمن، معتبرا أن الحرب التى يخوضها التحالف العربي عبثية، وانتهت الأزمة التى وترت العلاقات لأسابيع باستقالة قرادحى من منصبه.
وأرد حسن نصر حرق ما تبقى من العلاقات بين السعودية ولبنان، بهدف غلق أبواب بلاده أمام العرب وفتحها على مصرعيها لدخول إيران سياسيا واقتصاديا وإيديولوجيا.
إيران تجيد ملء الفراغ
فى المقابل يحذر الخبراء، من مغبة ابتلاع المملكة العربية السعودية الطعم وترك المساحة شاغرة لمشروع إيرانى، يجيد لعبة ملء الفراغ الذي يتركه المنافسون، وطالبوا بعدم الانجرار لخطوات مماثلة كتلك التى اتخذتها إبان تصريحات قرداحى، لكون المطلب من الدولة اللبنانية بالخلاص من حزب الله يعد مستحيلا، فى ظل سيطرة نصر الله على الجنوب وامتلاكها أسلحة ومقاتلين عجزت لبنان عن ترويضه على مدار عقود، وتقف أمريكا والقوي الغربية وسط متاهة البحث عن حل لهذه الإشكالية التى تؤرق الإقليم.. وعليه فأن الأنسب هو تفويت الفرصة وعدم معاقبة الشعب اللبنانى الأسير وتركه رهينة فى يد الحزب وداعميه.