رفض القراءة في الإذاعة تحت إدارة أجنبي.. 51 عامًا على رحيل الشيخ عبد العظيم زاهر
صوته يسحر القلب لم يقلد أحدًا ومن الصعب تقليده بالرغم من سهولة أدائه، وذلك لتفرد صوته وحلاوته وطريقته التي لا ينافسه عليها أحد حتى أطلق عليه كبار المسئولين في الإذاعة في الثلاثينيات " الصوت الذهبى".. إنه القارئ الشيخ عبد العظيم زاهر.
فى مثل هذا اليوم 5 يناير 1971 رحل القارئ الشيخ عبد العظيم زاهر الذى ظل قارئا للقرآن بمسجد صلاح الدين بالمنيل لسنوات طويلة حتى رحيله، وبعد رحيله بعشرين عاما وفى ليلة القدر في رمضان 1991 منحته الدولة وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تقديرا منها لهذا الرجل الذى لم ينل التكريم المناسب في حياته.
نوادر الشيخ زاهر
ولد الشيخ عبد العظيم زاهر عام 1904 في قرية مجول مركز بنها ووهبه والده لحفظ القرآن الكريم والحقه بكتاب القرية ليظهر تفوقا مدهشا في الحفظ فحفظ القرآن كله وهو في الثامنة من عمره، ثم التحق بمعهد القراءات ليصبح متفردا في تلاوته وكان من أوائل الذين قاموا بتلاوة القران قبل صلاة المغرب في رمضان في الإذاعة وذلك منذ بداية إرسالها.
وكان الشيخ عبد العظيم زاهر صاحب صوت قادر على أداء جميع المقامات ومما يذكر عنه أنه اختلف ذات مرة مع الإذاعة وقت أن كانت تحت رئاسة ماركونى وقال يومها للمدير الأجنبى (إن الإذاعة تتشرف بنا نحن المشايخ ولا يجب هذا الشرف في وجودك على رأسها).
وحدث أن أحد أعيان حى المدبح طلبه للقراءة في إحدى الليالى فطلب الشيخ ثلاثين جنيها أجرا عن الليلة والدفع مقدما، وكان هذا المبلغ ضخما للغاية يشترى فدانا من الأرض في ذلك الوقت، وحاول أصحاب الليلة الاستعانة بمقرئ آخر إلا أنهم فشلوا فاضطروا إلى الاستعانة بالشيخ زاهر ونفذوا شرطه، وبعد أن أحيا الحفل وكان صاحب الحفل سميعا كبيرا يقدر المواهب تقدم إلى الشيخ وصافحه وأعطاه ثلاثين جنيها وعندما أخبره الحضور أنه تقاضى أجره مقدما أجاب الرجل في هدوء، إن هذا الشيخ يستحق أضعاف المبلغ الذى اتفق عليه فإن صوته من نسمات الجنة.
زمالة الشيخ رفعت
تزامل الشيخ زاهر مع قيثارة التلاوة الشيخ محمد رفعت وكان كل منهما حريصا على سماع الآخر في كل إذاعة دون حقد أو حسد وكانا يتبادلان القراءة في الإذاعة في شهر رمضان ومن هنا اتفق الشيخان على تبادل طعام الإفطار في بيت أحدهما طوال الشهر الكريم تدعيما لأواصر الصداقة والمحبة بعيدا عن الغل والحسد.
تأثر الشيخ الراحل أبو العينين شعيشع بصوت الشيخ زاهر تأثرا كبيرا وكان يطلق على صوته أنه مزمار من مزامير داود، وكان الشيخ على محمود يطرب ويتمايل عجبا لسماعه وقال عنه إنه لم يخطئ قط لأنه كان يحفظ القرآن حفظا متقنا ويتمتع بيقظة روحية عالية حتى أنه كان يستطيع القراءة لخمس ساعات متصلة دون ان يصاب بالضعف او التعب.