وداعا برنس الصحافة الرياضية
ورحل برنس الصحافة الرياضية في مصر.. رحل إبراهيم حجازي أحد أهم أعمدة الصحافة الرياضية في الوطن العربى.. رحل بعد نضال عصيب مع المرض.. لم يكن إبراهيم حجازي صحفيا عاديا ولم يستمد أهميته من خدماته التي قدمها لنقابته وزملائه، ولا من حال كونه كان واحدا من الصحفيين القلائل الذين مارسوا المهنة بإباء وعزة نفس.. كان إبرهيم حجازي حالة صحفية متفردة.
عرفت هذا الرجل في ظرف عصيب عندما كنت أرافق أمي عليها رحمة الله بأحد المستشفيات الخاصة في نهاية رحلتها بالحياة.. فوجئت بمدير الحسابات يتصل بي على الغرفة ليخبرنى بأن زميلا صحفيا جاء ليدفع الحساب واعتذرنا له.. نزلت سريعا إلى الحسابات لأجد إبراهيم حجازي بنفسه أمامي.. شكرت له إحساسه ورفضت بأدب ما جاء من أجله وصعد معى إلي أمى وجلس بجوارها يحادثها برفق وكأنه طفل يجالس أمه.
عرفت من زملاء لنا في مؤسسات عديدة إن هذا هو إبراهيم حجازي.. يقف مع زملائه دون أن يدرى أحد.. عاشرته بعد هذه الواقعة كثيرا وتناقشنا كثيرا واتفقنا واختلفنا في مرات عديدة ولذلك ظل هذا الرجل يمثل لى قيمة إنسانية وصحفية كبيرة.. دخل إبرهيم حجازي معارك نقابية متعددة وكان دوما في الصف المنتصر لاعتبارات ترتبط بأدائه النقابي والإنسانى فلم نر منه يوما من الأيام حالة انبطاح رغم أنه كان دوما مرشح النظام.
ظل لسنوات طوال مرافقا للراحل العظيم إبراهيم نافع فقد خاض معه معظم معاركه الانتخابية وكان الرجل إبرهيم نافع يثق فيه كما لم يثق في أحد غيره وقاما معا بأدوار نقابية عظيمة الأثر.
أتذكر أن كان لنا زميلة صحفية فقدت شقتها بعد انفصالها عن زوجها فاتصلت بالأستاذ إبراهيم حجازي أنقل له تفاصيل المأساة وبعد أن أغلقت الهاتف فوجئت باتصال من الأستاذ إبراهيم نافع وقد وصل إلى حل.
توجهت زميلتنا إلى محافظ الجيزة الذي وفر لها شقة فورا واستكملت حياتها بعزة وكبرياء دون أن يشعر أحد بحاجتها أو أزمتها.. رحم الله الإبراهيمين رحمة واسعة وأسكنهما جناته وألهم أسرتيهما صبرا جميلا.