سيناريوهات التعاون العسكري بين روسيا والصين لمواجهة أمريكا
تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة، اليوم الإثنين، أهم القضايا على الساحة الدولية، والتي تتمثل في تعاون عسكري صيني روسي، قد يحمل في طياته "تهديدا" لقدرات الولايات المتحدة الأمريكية.
تهديد صيني روسي
ورأت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن التعاون العسكري بين الصين وروسيا يثير احتمالات مواجهة جديدة للتفوق الأمريكي، حيث ينظر إلى التدريبات العسكرية المشتركة ومشاركة التكنولوجيا على أنها أدوات للحد من قوة الولايات المتحدة في الخارج.
ونقلت الصحيفة عن محللين وخبراء قولهم إن ”الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني شي جين بينج، أشرفا على مناورة عسكرية مشتركة طموحة خلال الصيف الماضي، الأمر الذي يشير لتحالف دفاعي قوي بين البلدين“.
وإلى جانب التقارير الواردة عن التعاون في تكنولوجيا الطيران والبحر والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، قالت الصحيفة الأمريكية في تحليل لها: ”يرى المتخصصون العسكريون الأمريكيون أنه من الصعب تحديد مستوى التعاون بين الدولتين اللتين تتحكمان بشدة في المعلومات، وأصبحت أفعالهما غامضة بشكل متزايد للأجانب“.
وأضافت: ”لكن المسؤولين الغربيين وخبراء الدفاع يزدادون اقتناعًا بالعلاقة الوثيقة القائمة على التحالفات الاقتصادية الأخيرة والتدريبات العسكرية وتطوير الدفاع المشترك بين القوتين، فضلا عن البيانات العامة القليلة من قادة الحكومة“.
حشد الموارد والاستخبارات
وذكرت الصحيفة أنه ”في حين أن المسؤولين الأمريكيين يشككون منذ فترة طويلة في وجود تهديد موحد من البلدين، فإن البعض يغيرون لهجتهم الآن، حيث أفاد مكتب مدير المخابرات الوطنية بأن بكين وموسكو أصبحتا الآن أكثر اتساقا من أي وقت مضى خلال الستين عاما الماضية“.
وأوضحت الصحيفة أن ”الصين وروسيا، اللتين تشتركان في حدود طولها 2500 ميل، لديهما مصالح متنافسة في آسيا الوسطى والهند والقطب الشمالي تمنع تحالفا كاملا“، مشيرة إلى أنه ”على عكس الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، فإن أنظمة الدفاع في الصين وروسيا ليست متوافقة على نطاق واسع، ما يحد من فاعلية القيادة المشتركة“.
وأضافت الصحيفة: ”يرى مسؤولون ومحللون أمريكيون أن الخطوات الأمريكية لاحتواء البلدين دفعتهما إلى تبني مذهب زواج المصلحة، ما أعطى الخصمين المثيرين للجدل سابقًا، حافزًا لحشد الموارد والاستخبارات ضد خصم مشترك، هو واشنطن“، مشيرين إلى أن ”بكين وموسكو حريصتان على كبح نفوذ واشنطن وكذلك قوتها العسكرية والمالية“.
تقرير التقييم العالمي
وتابعت: ”ومثال على ذلك، وفقا للمحللين، أنه بينما كانت واشنطن تكافح مع انهيار أفغانستان، نفذت القوات الصينية والروسية في أغسطس الماضي، مناورات عسكرية في شمال غرب الصين، حيث كانت التدريبات هي الأولى من نوعها التي استخدمت فيها قيادة وسيطرة روسية صينية مشتركة، ما يشير إلى قدرة متزايدة على التنسيق في أي عمل محتمل ضد واشنطن“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”تقرير التقييم العالمي للتهديدات، الذي أجرته المخابرات الأمريكية ورفعت عنه السرية في عام 2019، كان هو الأول من نوعه الذي يصنف الصين وروسيا بشكل مشترك على أنهما تمثلان تهديدا إقليميًا، حيث قال: نتوقع أنهم سيتعاونون لمواجهة الأهداف الأمريكية“.
وأردفت بالقول: إن ”العلاقات بين الصين وروسيا تكثفت تحت الضغط الأمريكي، بدءا من عام 2014، عندما بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها فرض عقوبات ضد الكيانات والأفراد الروس بسبب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية وإثارة التمرد في شرق أوكرانيا“.
أما على الجانب الصيني، استطردت الصحيفة بالقول إن ”مزيجا من حدة الخطاب الأمريكي، والتوتر بشأن اتفاقيات الدفاع الصينية في الشرق الأوسط وأفريقيا، واتفاق الغواصات النووية بين واشنطن ولندن مع أستراليا، قد أضفى الطابع الرسمي على منافسة القوى العظمى مع مزاعم واشنطن حول خطط بكين بشأن تايوان وأجزاء من بحر الصين الجنوبي، وهي نقاط توتر أخرى مع احتمال حدوث صدام عسكري بين البلدين، أمريكا والصين“.