خطة روسيا لغزو أوكرانيا عسكريا
قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، إن أفضل خيارين أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذا حاول شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، يتمثلان في الغارات الجوية أو الغزو البري.
عملية عسكرية مستمرة
وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته، اليوم الخميس، إلى أن هناك أدلة تشير إلى أن موسكو تقوم بنقل الدعم اللوجستي المطلوب من أجل عملية عسكرية مستمرة، بحسب مسؤولين غربيين.
وأضافت: ”في الوقت الذي يهدد فيه بوتين بعمل عسكري محتمل في أوكرانيا، فإن محللين عسكريين غربيين يقولون إن الرئيس الروسي يمكن أن يدرس مجموعة متنوعة من السيناريوهات، من هجمات صاروخية موجهة إلى توغل بري محدود من الشرق أو الجنوب، أو حتى الوصول إلى مرحلة الغزو الشامل المدعوم بالحرب الإلكترونية“.
ومضت تقول: ”بعد نشر ما يقرب من 100 ألف جندي روسي، بالقرب من الحدود الشمالية والشرقية والجنوبية لأوكرانيا، فقد حذر بوتين من أن لديه كل الخيارات، إذا لم تتم تلبية مطالبه بشأن أوكرانيا وأنشطة حلف شمال الأطلسي، الناتو، في الكتلة السوفيتية السابقة“.
وتابعت: ”تشير معلومات المخابرات الأمريكية التي تم تداولها مع الحلفاء الأوروبيين، إلى أن روسيا تستعد لغزو محتمل، إلا أنهم أشاروا إلى أن بوتين لم يحسم قراره بشكل نهائي بعد. وقالوا إن الحشد العسكري الروسي يهدف إلى الحصول على تنازلات دبلوماسية من الرئيس الأمريكي جو بايدن“.
احتمالات الحرب بالوكالة
وأردفت قائلة: ”ومع ذلك، فإن نشر وحدات رئيسية ومعدات عسكرية متطورة، بالإضافة إلى اللهجة الحادة التي يستخدمها بوتين، تثير احتمالات بأن الحرب بالوكالة التي تتم على نار هادئة في إقليم دونباس الواقع شرق أوكرانيا، يمكن أن تتحول إلى صراع شامل“.
وقال مايكل كوفمان، عالم الأبحاث البارز في CNA، وهي منظمة أمريكية للدراسات السياسية: ”يملك بوتين سجلا بارزا في استغلال القوة لتحقيق أهداف سياسية أكثر من أي زعيم سياسي آخر“.
ونقلت ”فاينانشال تايمز“ عن مصدرين مقربين من الرئيس الروسي قولهما، إن السيناريو الأقرب يتمثل فيما حدث مع جورجيا خلال حرب الأيام الأربعة في عام 2008، حيث ردت موسكو وقتها على محاولات ”تبليسي“ لاستعادة أراضي تحت سيطرة المتمردين المدعومين من روسيا، وذلك من خلال غزو بري مدعوم بالغارات الجوية والقصف المدفعي، وحصار بحري، وهجمات إلكترونية.
وأشار خبراء أمن إلى أن حجم ومدة أي تصعيد سيعتمد على مدى سرعة استسلام أوكرانيا لمطالب روسيا.
وقالت ”فاينانشال تايمز“ إن أوكرانيا، التي يبلغ عدد سكانها 41 مليون نسمة، تعهدت بمقاومة أي غزو روسي، وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع، هذا الشهر، أن 58% من الرجال على استعداد لحمل السلاح ضد روسيا، في حالة حدوث غزو، وانضم بعضهم إلى قوات الدفاع المدني.
إلا أن مايكل كوفمان، يرى أن التفوق العسكري الروسي سوف يمكن موسكو من هزيمة الجيش الأوكراني في غضون أسابيع، من خلال شن هجمات على جبهات متعددة، ومن بينها بيلاروسيا والبحر الأسود.