الإحسان فوق العدل.. هكذا يشرع الإسلام التعامل مع الآخر
مازال الجدل حول حكم تهنئة المسيحيين المصريين بعيد الميلاد في الإسلام، يأخذ حيزا عجيبا من اهتمامات التيارات الدينية التي تسيء إلى الدين الحنيف بتشجيع المراهقين الذين يتبعونهم دون وعي أو فهم على التطرف والمزايدة على كبار رجال الأزهر وعلى رأسهم الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الذي هنأ كبار رجال الدين المسيحي في مصر والعالم بأعياد الميلاد المجيدة.
ورغم رد العديد من رجال الأزهر، وفتوى مفتي الجمهورية حول بدعة تحريم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وأن الرسول - عليه الصلاة والسلام – لم يفعل ذلك، بل كان حريصا على ود جميع البشر، لكن العقول الضيقة لاتريد الفهم أبعد من مقاسات مشايخ التطرف الذين مرروا لهم فتاوى تفتك بالمواطنة، وتضع التماسك الاجتماعي على حافة الخطر.
شريعة الإنصاف
ويقول الشيخ عادل الكلباني، الداعية الإسلامي، إن الإسلام هو دين العدل، وشريعته هي شريعة الإنصاف للعالم.
وأوضح الكلباني أن دعوات التطرف تؤكد أن الكثير من المسلمين لا يعرفون دينهم حق المعرفة، ولا يفهمون في معنى الإحسان الذي يرتفع على مرتبة العدل، ولأجل ذلك جاء الأمر بالإحسان، وبما هو أكبر "ادفع بالتي هي أحسن".
واختتم: إذا ما ضربنا الأمثلة من سيرة النبي لن نجد ما يروجه هؤلاء الذين يعكرون صفو الحياة، ويريدون الدنيا على مقاساتهم المتطرفة.
تهنئة الطيب
وكان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حرص على تقديم التهنئة للإخوة الأقباط في كل أنحاء العالم بمناسبة أعياد الميلاد، وخص بالذكر من أسماهم "الأصدقاء" البابا فرنسيس، والبابا تواضروس، ورئيس الأساقفة جاستن ويلبي، والبطريرك برثلماوس الأول، وقادة الكنائس، والإخوة المسيحيين في الشرق والغرب.
ودعا شيخ الأزهر الله تعالى أن يشمل عالمنا بالسلام والمحبة والأخوة، وأن يُجنبنا ويلات الحروب والكراهية.
ودائما ما تشكل مواقف الدكتور أحمد الطيب حصنا منيعا ضد اتهام الإسلام بالتطرف ومعاداة الآخر، إذ لا يرى إلا ضميره وواجبه الديني، ويرفض تماما التجاوز في حق الآخر، بنفس الحسم الذي يرفض به الإساءة للإسلام بأي شكل من الأشكال.
وتعتبر رأس السنة الميلادية من المناسبات التي يروج فيها التطرف بشكل غريب على البيئة المصرية، إذ ترفض التهنئة جحافل تربت على قناعات التيارات المتطرفة التي ابتلعت المجتمع خلال العقود الماضية وروجت لنبذ الآخر ورفض تهنئة المسيحيين بأعيادهم باعتبارها حرام شرعًا.