سر رفض كل جبهات الإخوان التصالح والاتفاق على قيادة موحدة
تعيش جماعة الإخوان الإرهابية، أعنف أزمة منذ تأسيسها في عشرينات القرن الماضي، حيث ترفض جميع الجبهات المتصارعة داخلها من الشباب والشيوخ إيجاد حلول جذرية لمشكلاتها التاريخية، ولا ترتضي كل جبهة إلا بالاستحواذ التام على كل شيء، ويبدو واضحا من هذه الأزمة المعقدة، أن مشكلة التنظيم ليست في معارضي الجماعة أو مؤسسات الدولة، بل العقلية الإخوانية نفسها.
انقسامات حادة
يقول على سالم، الكاتب والباحث إن جماعة الإخوان تعيش انقسامات حادة، وهو ما انعكس بالضرورة على نهجها الأساسي والطريقة التي تعاملت بها مع المجتمعات العربية والإسلامية، مردفا: انقسم المنتسبون إليها، وصاروا بدل الجناح أجنحة، وشقوا صفهم بأياديهم، لكنهم ظلوا يتخذون من الدين ستارة لفكرهم الذي أقل ما يوصف به بأنه متشدد.
أضاف: من يقرأ في أدبيات الجماعة المنقسمة على نفسها وما وصلت إليه من تغول ومحاولات للاستئثار بالحكم، سيعرف من أي بئر ينهل قادتها اليوم، وأي السبل يتبعون من أجل الوصول إلى غاياتهم مستخدمين قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، وتابع: يعانون من تخبط وخلافات حادة، وصراع أقطاب، ويتبادلون الاتهامات في ما بينهم، ويخوِّنون ويخونُون بعضهم البعض.
مأزق تاريخي
استكمل: كل ذلك وسواه جعل الجماعة في مأزق تاريخي في ظل استمرار تعرّيها وانكشاف جموحها نحو السيطرة على مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا شك أن سقوط ورقة التوت الأخيرة سيتبعه كشف للأسرار التي طالما أخفوها، وفي كل بلد نشأوا فيه.
أردف: قد يقول قائل إن للجماعة أنصارًا، وإن بعض الدول لم تصنيفها ضمن قائمة الجماعات الإرهابية، وهذا صحيح، لكن هؤلاء الأنصار وتلك الدول يكتشفون وسيكتشفون المزيد من زيف فكرها وخطورة مخططاتها التي لا تفضي إلا إلى الفوضى والخراب وتهديد أمن الناس والدول، وهو ما سيؤدي بالنتيجة إلى انهيارها، خصوصًا وأن التصدع بدأ من داخلها، والنخر بدأ من هيكلها، وبالتالي لا مجال للنجاة لأنها على الباطل والزور تقوم.
اختتم: مأزق الجماعة كبير للغاية، ولا يمكنها أن تنظف الدم الذي أسالته، وإن حدث وتبرأت منه - وهذا مستحيل - فلن تنجو من مصير لا بد أنه قادم وحتمي، فكل الأحزاب والجماعات المتشددة والميليشيات المجرمة التي تغالي بأحكامها وتمارس الظلم وتجور على البشر انتهت وعفّ عنها الزمن، وعلى الباغي دارت وتدور وستدور الدوائر.