كيف أثارت ماجدة الرأى العام العالمى فى فيلم جميلة
في مثل هذا اليوم 9 ديسمبر عام 1958 الفيلم العربى المصرى " جميلة" الذى يجسد شخصية المناضلة الجزائرية التي دافعت عن بلادها وعانت من وحشية الاحتلال الفرنسي.
يحكى الفيلم قصة جميلة التي تعيش مع عمها وشقيقها في حى القصبة أثناء الاحتلال الفرنسي وتشاهد بعينها ظلم وجبروت جنود الاحتلال في معاملاتهم من أبناء وطنها وعندما تقتل أمينة المدرسة التي تعمل بها أمام عينيها لأنها كانت عضوة في منظمة لمقاومة الاحتلال، تصحو وطنيتها وتنضم الى الفدائى يوسف وتقرر مقاومة الاحتلال مع الفدائيين ويقبض علي زميلة لها ويتم قتل عمها رميا بالرصاص وتستمر جميلة في النضال الى ان يتم القبض عليها ويتم تعذيبها ويتطوع المحامى الفرنسي جاك فيرجيس للدفاع عنها لكن المحكمة تحكم عليها بالإعدام.
الفيلم بطولة وإنتاج ماجدة التي وفرت للفيلم كل عناصر النجاح،وكتب القصة يوسف السباعى وشارك في كتابة السيناريو نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوى وعلى الزرقانى ووجيه نجيب، وشارك في تمثيله أحمد مظهر، صلاح نظمى، فتوح نشاطى، حسين رياض، صلاح ذو الفقار، زهرة العلا، رشدى أباظة، محمود المليجى، فاخر فاخر، كريمان.
عن ذكريات ماجدة مع جميلة ليلة العرض الأول قالت في مجلة البوليس عام 1959: جلست أشاهد فيلمى جميلة في الحفلة الأولى، وكنت استعرض في ذهنى الذكريات السعيدة والحزينة التي مرت بى أثناء تصوير هذا الفيلم، وأرفع يدى أدعو إلى الله أن يحالف التوفيق الفيلم لأن فشله معناه ضياع أرض أسرتى التي رهنتها لإنتاج الفيلم على حسابى الذى تكلف 65 ألف جنيه.
نجاح الفيلم عالميا
وانتهى الفيلم عرض الفيلم وإذا بالجماهير تخرج هاتفة محببة وأقبلت الشخصيات العامة تهنينى على هذا الفيلم العمل الوطنى وشعرت ليلتها اننى حقيقة أديت بعض واجبى كمواطنة عربية تؤمن بقوميتها وبعدالة قضايا العرب ومطالبهم.، وعدت إلى بيتى لأستعرض ذكريات ليلتين الأولى التي هددتنى فيها اسرتى بالقتل لأنى عملت بالفن، والثانية التي سجلت فيها أعظم عمل سينمائى في تاريخ الفن.
ضجة عالمية للفيلم
وأضافت ماجدة فى مجلة البوليس تقول: ولأن الفيلم تحدث عن القضية الجزائرية في مواجهة ظلم الاستعمار الفرنسي وشاركت بالفيلم في مهرجان برلين السينمائى الدولى واستقبلت في برلين بالورود وبالاحتفاء الشعبى ومن طلبة وطالبات الجامعات مما جعل الشرطة تفرض الحراسة على طول فترة المهرجان ضد اى تهور من اذناب الاحتلال الفرنسي في الجزائر، كما علت الهتافات وقامت المظاهرات في السينما أثناء العرض لتحرير الجزائر وكتب الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الذى أعلن عن بكائه عندما شاهد وحشية المعاملة في الفيلم وامتدحنى في أدائى، كما كتبت سيمون دى بوفوار عن براعة التمثيل وتجسيد الشخصيات في الفيلم،
كل ذلك تسبب في ضجة عالمية وضغط على الرأي العام،وكانت النتيجة أن تراجعت فرنسا عن إعدام المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد بعد صدور حكم الإعدام ضدها.